انتهت احتفالات أبناء الصعيد بـ فن التحطيب واللعب بالعصا ليهل عليهم يوم جديد لانطلاق فعاليات سباق المرماح، مُرددين بعض الأغاني الشعبية التي لا يزال يغنيها أهالي القبائل العربية في صعيد مصر، «اركب فرسك يا واد، ارمح واتخايل يا واد، ترفع راية جدودك، بفرس المرماح يا واد»، وذلك لحبهم وتعلقهم بالخيل، فالمرماح هو تراث مصري صعيدي ذو جذور عربية من شبه الجزيرة، لاستعراض مهاراتهم بركوب الخيل والرقص به على موسيقى الطبل والرقص الصعيدي.
سباق متوارث من الأجداد، هكذا قال أحمد سرو، عضو هيئة القبائل العربية والعائلات المصرية، وأحد المشرفين على إقامة «المرماح» بمركز دراو في أسوان، لافتًا إلى أن هذا الاحتفال يقام سنويًا في كل بلد على مستوى أسوان والأقصر وقنا، ويتم فتح جميع المضايف والدواوين في البلد لاستقبال المدعوين من مختلف المحافظات والقرى المجاورة «بتجيلنا ناس من الشرقية ومن آخر الدنيا عشان يحضروا».
استعدادات القبائل للمرماح
وأضاف «سرو» لـ«»، أن الجميع يستعد لهذه المناسبة منذ أكثر من شهرين، «بنحضر الدبايح وجميع مستلزمات الضيافة»، موضحًا بأن المرماح يعد آخر مناسبة في السنة، فهي ختام للمهرجانات التي تقام على مدار الموسم، وعقب الانتهاء من السباق بين الخيول، «بنعمل تواشيح دينية ومزمار بلدي وفن الكف»، فالمرماح يبدأ من وقت الظهيرة حتى آذان العشاء.
وأوضح أن «المرماح» هذا العام مختلفا عن ما قبله «عملنا أكتر من 15 سباق»، فالموسم الماضي حرمهم فيروس كورونا من فلكولورات عديدة خلال السباق، موضحًا أن هذا الحدث تاريخه يرجع إلى أكثر من 300 سنة، «بنعمل السبق ده في مناسبات مختلفة زي الأفراح وموالد المشايخ منهم مولد أحمد أبو الحجاج وعبدالرحيم القناوي».
جوائز الفائزين في السباق
من جانبه، يقول عماد ياسين، أحد الأهالي المشاركين في المرماح، إن الأعداد المشاركة في السباق ليست بقليلة، من قنا والأقصر شمالًا حتى إدفو جنوبًا، ليكون الاختيار «واحد من بحري بيسابق واحد من قبلي»، وأن هناك رابطا في بداية المرماح، وهو الحكم المسؤول عن صافرة البداية، وفي النهاية يكون حكم آخر يسمى «الجرة» لمعرفة الفائز بالسباق، ويكون هناك تواصل بينهما بالهاتف عن انطلاق السباق، الذي تعد مسافته 3 كيلومترات.
وتابع «ياسين»، لـ«»، أن الهدايا والجوائز عبارة عن كؤوس وشهادات تقديرية من القبائل العربية المشرفة على السباق، فالحصان الفائز في المرماح «سعرة بيزيد أضعاف مضاعفة، وعيب جدًا لو صاحبه باعه في يوم من الأيام»، فالمرماح يدفع أعيان العائلات في الصعيد باختيار فرسانهم للمشاركة في السباق، لتزهى كل قبيلة بخيولها.