برطمانات من المكسرات والفواكه المجففة على الطاولات الزعماء والرؤساء بقمة العشرين
أنواع من المكسرات والفواكه المجففة موجودة بـ 3 برطمانات من الزجاج، ظهرت على طاولات الزعماء والرؤساء، ومن ضمنهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال افتتاح قمة مجموعة العشرين، اليوم السبت في نيو دلهي، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول ماهية هذه الأنواع من المكسرات والفواكه المجففة التي تشتهر بها الهند وتتميز بالوالأشكال الخلابة ولذيذة المذاق.
الفواكه الجافة تحتل مكانة خاصة جدا في قلوب الهنود، لتكون طبقا رئيسيا على موائدهم بالمناسبات المختلفة، بالمؤتمرات والندوات وحفلات الزفاف، لتصبح الفواكه الجافة شرطا أساسيا لكل مناسبة خاصة تقريبا، لكن ما قد لا يعرفه الكثير هو أن معظم هذه الفواكه الجافة، التي تميل إلى اعتبارها «محلية» وهندية الإنتاج هي في الواقع أجنبية، فبعض هذه الأنواع من المكسرات والفواكه الجافة هي في الحقيقة شقت طريقها من بعض القارات الأخرى كأمريكا الجنوبية خلال فترة الاستعمار، وفقا لتقرير بموقع slurp الهندي.
الجوز واللوز
يعد اللوز والجوز من أبرز المكسرات التي يسود اعتقاد كبير حول العالم بأنها أصولها تعود إلى الهند على غير الحقيقة، إذ إن موطن اللوز هو إيران والمناطق المحيطة بها مثل بلاد الشام، حيث جرى اكتشاف بعض البقايا قديمة لهذه الأنواع من المكسرات هناك، وهو من المكسرات المنتشرة على نطاق واسع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، حتى شمال إفريقيا وجنوب أوروبا.
بلاد مثل الأردن وفلسطين وسوريا والعراق ولبنان، تعد من أبرز المناطق في بلاد الشام التي تشمل دليلا على وجود اللوز هناك قبل وجوده بالهند، وفقا للموقع الهندي، مشيرا إلى أن تدجين اللوز قد يرجع إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، بعد أن جرى اكتشاف اللوز في المقبرة الأكثر شهرة الخاصة بالملك توت عنخ آمون، أو الملك توت، فوجود اللوز بالمقبرة الأكثر شهرة بالعالم بالعصر الحديث التي ويرجع عمرها إلى عام 1235 قبل الميلاد قد يكون دليلا على استيراد مصر القديمة اللوز من الشام على الأرجح.
ودليل آخر على وجود اللوز قبل ظهوره بالهند موجود على صفحات «كتاب في الزراعة» لابن العوام في القرن الثاني عشر، الذي يحتوي على مقتطف عن زراعة شجرة اللوز في إسبانيا، ومن الناحية الثقافية أيضا، هناك ما يقرب من عشر إشارات للوز في الكتاب المقدس، تصفه إحدى هذه الإشارات بأنه «من أطيب الفواكه».
الكاجو
يعد الكاجو من أشهر أنواع المكسرات التي يسود اعتقاد عالمي بأنها هندية الأصل وهو أمر غير صحيح أيضا، فالكاجو موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية بحسب موقع slurp الهندي، فمكسرات الكاجو يتم إنتاجها من شجرة استوائية موطنها الأصلي قارة أمريكا الجنوبية البعيدة عن الهند، وتحديدا شمال شرق البرازيل وجنوب غرب فنزويلا، وعلى غرار اللوز يعد الكاجو من أشهر البذور الصالحة للأكل، ويتم تناول هذه البذور عادة كوجبة خفيفة، أو تُؤكل بمفردها، أو تُستخدم في وصفات مختلفة، أو تتم معالجتها في بدائل غير الألبان مثل جبن الكاجو، وحليب الكاجو، وحتى زبدة الكاجو.
وعلى الرغم من أنها نشأت في أمريكا الجنوبية، إلا أنها انتشرت في جميع أنحاء العالم خلال القرن السادس عشر من قبل المستكشفين البرتغاليين الذين بدؤوا في تصدير جوز الكاجو من البرازيل إلى جميع أنحاء العالم، ليصل إلى الأراضي الهندية لأول مرة بين عامي 1560 و1565.
الفستق
الفستق أيضا لا يتمتع بأصول هندية كونه يتم إنتاجه من شجرة صغيرة موطنها آسيا الوسطى والشرق الأوسط «إيران وأفغانستان الحديثة»، التي تزرع الآن في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، ووصلت إلى الهند عبر الشرق الأوسط، وتظهر العديد من الاكتشافات الأثرية أن بذور الفستق كانت غذاء شائعا للبشر منذ عام 6750 قبل الميلاد، ويعود أقدم دليلا على استهلاك الفستق إلى العصر البرونزي في آسيا الوسطى، في جاركوتان، أوزبكستان الحديثة.
وقارن الطبيب اليوناني ديوسقوريدس في كتاباته، خلال خدمته للامبراطورية الرومانية، بين الفستق والصنوبر كما تشير كتابات أنثيموس، وهو طبيب بيزنطي من القرن السادس، من مخطوطته أن الفستق كان معروفا جيدا في أوروبا خلال العصور القديمة المتأخرة.
كما ذكر «ابن العوام»، زراعة شجرة الفستق في رسالته التي كتبها في القرن الثاني عشر بعنوان «كتاب الزراعة» وجد علماء الآثار أدلة من الحفريات في جرمو في شمال شرق العراق على كميات من الفستق، حتى حدائق بابل المعلقة الشهيرة كانت تحتوي على أشجار الفستق خلال حكم الملك مرودخ بلادان حوالي عام 700 قبل الميلاد.
فوائد المكسرات والفواكه المجففة
وتعد المكسرات والفواكه الجافة واحدة من أكثر خيارات الوجبات الخفيفة الصحية المتوفرة، نظرا الفوائد الصحية المرتبطة بها لا حصر لها، ولهذا السبب يتضمن كل نظام غذائي حفنة من المكسرات الجافة التي يتم تناولها يوميا، إضافة إلى أنها تعد من أبرز البدائل الأكثر صحة لتقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات.
وتعد المكسرات مثل اللوز ضرورية لأنها مصدر قوي للعناصر الغذائية التي تعزز المناعة، وتساعد على إنقاص الوزن، والحفاظ على صحة البشرة وخالية من التجاعيد، وتحسين صحة القولون، والوقاية من سرطان الثدي، والحفاظ على صحة القلب، وتحسين صحة الدماغ أيضا. كذاكرة. وهذه بدورها تحارب الاكتئاب والتوتر.