واقعة مأساوية شهدتها إحدى المنازل الواقعة في عزبة الصفيح التابعة لمحافظة بني سويف، بعد تسرب الغاز الذي أودى بحياة أسرة كاملة مكونة من 6 أفراد، لم ينجوا منها سوى الشقيقين محمد في الصف الأول الابتدائي ومصطفى، ليروي الشقيق الأكبر مصطفى سيد عويس صاحب الـ16 عاما كواليس ما حدث في هذه الليلة.
أصوات بكاء عالية تجوب أرجاء الغرفة التي ينام بها جميع الأشقاء، كانت السبب في استيقاظ مصطفى ف تمام الساعة الثالثة والنصف فجرًا، ليرى شقيقته الصغرى تقف أمام السرير في وصلة عياط غير منقطعة، انتفض من مكانه ليضعها على السرير ولكنه لم يشعر بقواه التي أسقطته أرضًا بعد أن تعرض للإغماء، فلم يتمكن من الاستجابة على نداء والده المتكرر له بحسب حديثه لـ«».
تفاصيل صباح الحادث
استفاق «مصطفى» من غيبوبته على أصوات بكاء وصراخ لعمته، ليجد عمه «صدام» يرفعه من على الأرض ليضعه في إحدى عربات الإسعاف لنقله للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة له.
ويقول: «مش عارف ايه اللي حصل بيقولوا تسريب غاز أو كان فيه بخار مياه في الأوضة علشان حد من العيال ساب الحنفيات مفتوحة والمياه كانت قاطعة، فده سبب لينا نقص الأكسجين في الدم، نجينا أنا وأخويا لكن ملحقوش أمي وأبويا وأخواتي البنات مريم لسه مدخلتس تعليم كانت تتدخل السنة اللي جايه، ونادية في أولى إعدادي”.
«اللي خلف مماتش»
ظروف معيشية صعبة يعيشها «مصطفى» صاحب الـ16 عاما، بعد وفاة والده الذي كان يعمل سمكري للسيارات، ليصبح العائل الوحيد لشقيقه الأصغر، ليجد نفسه الأب والأخ في آن واحد، ليقرر استكمال مسيرة والده في سمكرة السيارات، والوقوف بورشته ومواصلة العمل، وكأن والده ما زال على قيد الحياة.
وأكد: «هروح بكرة وأفتح ورشة أبويا واقف مكانه، ومعايا عمي كنا على طول بنساعد أبويا في الشغل، ودلوقتي هكمل مكانه واقف على رجلي لحد ما أخلي أخويا أحسن واحد في الدنيا، وأنا في أولى ثانوي هكمل لحد ما أبقى زي ما أبويا كان عايز».
بعد يوم الحادث حاول «مصطفى» إلقاء نظرة أخيرة على مقتنيات والده المتمثلة في هاتفه والمحفظة الخاص به، التي تحمل بطاقته ورخصة السيارة وعدد من الأوراق المهمة، ولكنه لم يجدها أو يعثر عليها حتى الآن، معقبًا: «مش عارف راحوا فين وأنا محتاجهم نفسي اللي خدهم يرجعهم ليا».