| النحت على الشمع.. حلم «مصطفى» للوصول للعالمية: بيزين بيها قاعات الأفراح

رغم استقرار مصطفى عتمان، صاحب الـ37 عامًا في وظيفته «مشرف قسم التبريد والتكييف» بإحدى شركات الأدوية، إلا أن انبهاره بفكرة النحت على الشموع الكبيرة ظلت ترادوه خلال عامين كاملين، وقرر أن يُجرب ذلك بنفسه، غير متوقعًا هل سيتمكن من النجاح في ذلك أم لا؟.

«أنا معايا دبلوم صناعي فوق المتوسط.. ومستقر في شغلي»، وفقًا لحديثه مع «»، ولكن قادته الصدفة منذ حوالي 10 سنوات أن يرى حلقة من برنامج تعليمي على «يوتيوب» يُعلم الناس كيفية صناعة الأشياء والمنتجات المختلفة، وكانت تلك الحلقة تتناول صناعة الشموع المنحوتة التي جعلته يترك كل شئ بيده، مشدوهًا لخطوات النحت على الشمعة الكبيرة وتلوينها حتى ظهرت في الشكل الأخير الذي أبهره.

تعليم نحت الشموع

بعد مشاهدة تلك الحلقة، ظل مصطفى يقرأ ويتساءل عن كيفية إنتاج تلك الشموع، وبعد عامين من المحاولة والتجربة استطاع أن ينجح في جميع خطوات صناعة الشموع المنحوتة بداية من صب الشمعة حتى نحتها وتلوينها، بما جعله يقرر أن يفتتح مشروعه الخاص بجانب عمله الأساسي في شركة الأدوية: «لقيت شغفي ونجاحي في المشروع ده».

لحسن حظه أن عمله في مجال التكييف والتبريد ساعده في المضي سريعًا في مشروعه لأنه كان يمتلك الخبرة في صنع السخانات الخاصة بصهر الشمع والحفاظ على درجة حرارته: «دي كانت أهم خطوة لبداية المشروع وهو الحفاظ على درجة حرارة الشمعة خلال عملية النحت لأطول فترة ممكنة»، كما سعى إلى تعلم تنسيق الصبغات على الشمعة، حتى يتمكن في النهاية من إنتاج شموع منحوتة لها مظهر جمالي مميز، بالإضافة إلى حرصه على تعلم التصوير بطريقة تمكنه من عرض شموعه بشكل جذاب.

عوائق واجهت مصطفى

من أكثر العوائق التي واجهت مصطفى في بداية مشروعه هو صعوبة الحصول على خامات الشمع اللين التي تمكنه من النحت عليه بسهولة: «فضلت أجرب لحد ما استقريت على نوع مستورد»، بما جعله يرضى في النهاية على مستوى عمله الذي يُمكنه فيما بعد على المنافسة خارج مصر، حسب قوله: «بخطط أني أتوسع في المشروع لحد ما أوصل بيه لكل العالم».

«الصناعة دي مش منتشرة في مصر علشان كدة تعبت جدًا على ما أتعلمت» كما عبر مصطفى، إذ اعتمد في الأساس على المواد الأجنبية التي أتاحت له تعلم كل أساسيات النحت على الشموع، وخاصة الفيديوهات الكورية، وبعد العديد من التجارب استطاع أن يوفر لنفسه الأدوات الأساسية في عمله من خلال صناعة قالب صب الشموع وأداة النحت بنفسه، حتى انطلق في إبداعه دون عوائق: «خلاص ما بقاش فيه حاجة تعطلني».

ابتكاره في النحت على الشموع

يشعر «مصطفى» بسعادة كبيرة عندما يجد شموعه المنحوتة تزين قاعة زفاف أو يلف حولها الأطفال في الاحتفال بولادة مولود جديد، إذ تعمل تلك الشموع على نشر البهجة والطاقة الإيجابية في المكان، حسب تعبيره، ولذلك يحرص دائمًا على ابتكار تصاميم مميزة تُستخدم كهدايا بين الأصدقاء: «مثلا بعمل شموع لونها دهبي في أسود كهدية للرجال.. وشموع باللون البينك والأبيض للبنات».

مشروع قائم بذاته له سجل تجاري وبطاقة ضريبية هو ما يركز مصطفى على تحقيقه في الفترة المقبلة، بجانب اهتمامه بالتغليف والدعايا التي يعتبرها أساس في وصول مشروعه للعالمية كما يحلم.