| النوبة في قلب القاهرة.. «رمضان» حول منزله إلى مدرسة لتعليم اللهجة للمصريين والأجانب

متمسك بثقافته التي نشأ وتربي عليها، رغب في أن تكون منارة للجميع يقتدون بها، نقل حضارة النوبة وثقافتها من الجنوب إلى قلب القاهرة، ويحلم أن يخرج بها إلى كافة أقطار العالم، فأضحى منزله جزءً مصغرا للنوبة، تتنقل فيه وكأنما تعيش بين أهلها وتمارس عاداتهم.

إحدى الشقق الشكنية بمنطقة المعادي، حولها الشاب النوبي رمضان الفاضل، كمركز ثقافي للحضارة النوبية، فور أن تطأ قدمك بابها تشعر وأنك تجول بين شوارع وطرقات النوبة، تتسلل إلى مسامعك الكلمات النوبية، هم المبهجة في كل مكان، كذلك الملابس التي يرتدونها، مقاعد مشابهة لتلك الموجودة في منازلهم، ورائحة الطعام التي يطبخونها تفوح في الأرجاء، هنا «نوباديا».

«رمضان» حاول نشر الثقافة النوبية في القاهرة ليتعرف الأخرين عليها

عمل «رمضان» كمصور للأفلام الوثائقية جعله يدرك قيمة الثقافة النوبة، وظل يحلم لسنوات طويلة بفرصة يمكنه من خلالها نقل الثقافة النوبية إلى الآخرين، فقرر الانتقال من مسقط رأسه إلى القاهرة، لينشر فيها ثقافة النوبة، «جيت القاهرة وأجرت شقة، بدأت تصميمها لتكون جزء مصغر من الحضارة النوبية، فاستخدمت الالمفضلة في النوبة، اللبس المميز متاح للاستخدام من الزائرين»، كذلك بعض المنتجات النوبية، وحرص أن يكون كل ما هو موجد بداخلها من النوبة.

لم تخل الشقة التي حولها الشاب البالغ من العمر 27 عاما، من مكتبة بها العديد من الكتب التي تتحدث عن الثقافة النوبية وحضارتها ولغتها، وطبيعة أهلها وعاداتهم، لم يقتصر الأمر على ذلك وحسب، فعمل على تعليم اللغة النوبية مجانا، سواء للنوبيين الذين يعيشون في القاهرة أو غيرهم ويكون ذلك دون مقابل أيضا، «أهم حاجة برضو نشر اللغة وسعيد جدا أن الناس تكون حابة تتعلمها».

لم ينس «رمضان»، مساعدة أهل النوبة في مشروعه الثقافي، فيعرض المنتجات اليدوية للسيدات النوبيات داخل مركزه الثقافي كنوع من أنواع الدعم، «عشان نساعدهم لأنهم بيكونوا مفتقدين للتسويق وفي الوقت نفسه الزائر يشوف منتجات النوبة الأصلية»، كذلك لم يخل المكان من المأكولات النوبية الشهيرة لأنها تعد أحد أنواع الثقافة.

إشادة كبيرة نالتها فكرة «رمضان» من زوار مركزه الثقافي «نوباديا»، فيستمتع الزوار بالوجود والتعايش مع الحضارة النوبية، وخوض تجربة التعرف على تلك الثقافة الغنية بالكثير من التفاصيل، «في أجانب وغير نوبيين تواصلوا معايا عشان تعلم اللغة النوبية، ودي من أكثر الحاجات اللي عجبتني»، وسيعمل بكل طاقته على نقل إليهم تعاليم تلك اللغة الفريدة.

أحلام عدة يحلم بتحقيقها، للم تقتصر على التوسع بفكرته في كافة أرجاء القاهرة والمحافظات المصرية، بل أن ينتقل بفكرته إلى العالمية، «بحلم أن يكون في فروع خارج مصر، تنشر الثقافة النوبية فيها».