بعد عدة أشهر من التأثير القوي لظاهرة النينيو الذي بدأ مع حلول منتصف يناير الماضي، وخلالها سجّلت درجة حرارة سطح البحر معدلات أعلى عبر المحيط الهادئ الاستوائي من جنوب هاواي إلى قبالة سواحل أمريكا الجنوبية، يشهد العالم خلال وقت قريب التحول إلى ظاهرة النينيا التي ترتفع معها درجات الحرارة وتنذر بطقس أكثر سخونة من الأعوام الماضية.
تحول سريع إلى ظاهرة النينيا قريبًا
وبحسب مجلة «live science» العلمية، فإنّه من المرجح أنّ تتلاشى ظاهرة النينيو التي تحدث نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ عن معدلها، لتتحول إلى ظاهرة النينيا التي تنخفض فيها درجات الحرارة عن معدلاتها في المحيط الهادئ، وهناك فرق بين الظاهرتين، فالأخيرة تحدث بين عامين و7 أعوام، وتأثيرها يكون واضحًا في نصف الكرة الأرضية الشمالي، إذ تتميز بارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار والجفاف في مناطق المشرق العربي، وفي مناطق المغرب العربي، تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها مع ازدياد فرص حدوث الفيضانات والسيول.
وعالميًا، تؤدي ظاهرة النينيا إلى حدوث تطرف في المناخ: «عام 2024 سنشهد فيه ارتفاعا لدرجة الحرارة، ومن المحتمل أنّ يكون من بين الأعوام الخمسة الأكثر حرارة على وجه الأرض»، إذ شرح توم دي ليبرتو، عالم المناخ في المركز ي للمحيطات والبحوث «NOAA»، أنّ ظاهرتي النينيو والنينيا متعارضتان تماما في اتجاهات الرياح التجارية، فالأولى تهب فيها الرياح من أمريكا متجهة إلى آسيا، بينما في النينيا تزاد قوة الرياح فتدفع المياه الدافئة نحو آسيا وتزيد من ارتفاع المياه الباردة قبالة ساحل المحيط الهادئ في الأمريكتين، ما سيؤدي إلى ارتفاع الحرارة وجفاف في كندا وشمال الولايات المتحدة، بينما تشهد الأجزاء الجنوبية من أمريكا رطوبة في الجو.
وحذر عالم المناخ من عواقب التحول السريع بين الظاهرتين على الطقس، إذ يزيد هذا الأمر من خطورة حدوث موسم الأعاصير في الأماكن التي تشهد انخفاضا في درجات الحرارة نتيجة اختلاف سرعة الرياح واتجهاها على سطح مياه المحيط الهادئ: «في أثناء الانتقال من النينيو إلى النينيا، يصبح الغلاف الجوي أكثر دعمًا للعواصف ويسمح لها بالظهور وبكثافة، وتظهر قياسات المحيطات حاليًا، درجات حرارة سطحية دافئة في المحيط الهادئ، ودرجة حرارة المياه الباردة أقل من المتوسط أسفلها، وبمجرد وصول الماء البارد إلى السطح، سيحدث التحول بين الظاهرتين»، مشيرا إلى أن شمال ولايات المتحدة ستعاني هذا العام من صيف حارق.
زيادة خطر الأعاصير والعواصف
ووفقًا لـ«NOAA» هناك فرصة بنحو 60% لحدوث ظاهرة النينيا بين شهري يونيو وأغسطس المقبلين، بحسب تقارير المراكز ية للتنبؤ البيئي، ونتيجة لظاهرة النينيا المتوقعة ودرجات حرارة سطح المحيط الأطلسي الدافئة للغاية حاليًا، يتوقع فريق أبحاث الطقس والمناخ الاستوائي التابع لجامعة ولاية كاليفورنيا حاليًا موسمًا نشطًا للغاية للأعاصير في المحيط الأطلسي، بنحو خمسة أعاصير من الفئة 3 و23 عاصفة.
وسبق وحذرت الأمم المتحدة، من الخمس السنوات بين 2023 و2027، إذ ستكون الأكثر حرارة على الإطلاق، فيما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك احتمالًا بنسبة 66% أنّ تتجاوز درجات الحرارة السطحية العالمية السنوية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في إحدى السنوات الخمس، مع توقع نطاق يتراوح بين 1.1 درجة مئوية و1.8 درجة مئوية لكل سنة، وفق صحيفة «hindustan times».