| «الهرابات» وسيلة أهالي سيناء لحفظ مياه الأمطار.. تكفيهم طوال العام

يكاد لا يخلو بيت أو مزرعة في قرى سيناء إلا وفيها «هرابة»، إذ تعتبر مأمنا لأهالي البادية والقرويين من المزارعين من نقص المياه؛ فهي تشكل مخزونا استراتيجيا مهما في تخزين مياه الأمطار والسيول في فصل الشتاء.

«الهرابة» وكيفية صناعتها

الهرابة عبارة عن غرفة أسمنتية كبيرة تشيد تحت الأرض؛ ولكنها تشيد بطوب ولبنات مخصصة كي تحمي المياه، على أن يتم محارتها من الداخل بعد صبها بالأسمنت المكثف حتى لا يتم تسريب المياه منها، وله فتحة صغيرة من الأعلى قطرها 40 سم عرض في 40 سم طول أو تزيد قليلا، كما تحدث أحمد أبو خويطر أحد أبناء قبيلة السواركة لـ«».

وتابع «أبو خويطر»، أن الهرابة يتم تشييدها في منطقة منخفضة، حتى يجري ماء المطر لداخلها، وتكون لها مجريات للمياه من جوانبها الأربعة، ويتم عمل فتحات صغيرة بجوانبها من الأعلى  لدخول الماء بها، غير أن لها باب صغير لسحب الماء منها بالدلو «وعاء مربوط بحبل» يتم سحب الماء من الداخل به.

وأضاف «أبو خويطر»، أنه عادة تكون مساحة الهرابة 4 أمتار عرض في 4 أمتار طول، وأيضا بعمق ما يقرب 4 أمتار، وهي كافية حينما تمتلئ من مياه المطر أن تكفي الأسرة من العام للعام، فهي يتم تنظيفها في أواخر الخريف، استعدادا لموسم الشتاء، وتتم تعبئتها في أول فوج لمياه المطر، سواء كانت أمطار متقدمة مثل التي تأتي غالبا في شهر أكتوبر أو تلك التي تأتي في شهور الشتاء بداية من نوفمبر حتى مارس.

من أساسيات المنزل البدوي

للهرابات فوائد كثيرة عند أهالي البادية والمزارعين في سيناء، حيث أنهم يستخدمونها عند انقطاع المياه العادية أو انقطاع الكهرباء، علاوة على أنهم يستخدمونها في الطهي والشراب، كما يقول جمعة أبو سويلم أحد أبناء البادية لـ«».

وتابع: «مياه الأمطار التي يتم تجميعها في الهرابات تكون عذبة، ويتم استخدامها في طهي الطعام، وأيضا في عمل الشاي والقهوة».

وأوضح عقال أبو ضيف الله، أحد أبناء القبائل، أن من أساسيات المنزل في أي قرية هو وجود هرابة، إذ يعتبر البدوي وجود هرابة تعد نصف الأمان، لأن الإنسان يستطيع أن يصبر على الطعام ولكنه لا يستطيع أن يصبر على العطش.