| «انتصار» الأم المثالية لذوى الهمم: ربيت مهندساً ودكتور إعلام

«تربية الأولاد المعاقين هتبقى صعبة.. سيبى شغلك واتفرغى لهم»، كلمات قاسية ومحبطة تلقتها انتصار سالم، 55 عاماً، بعدما رُزقت بطفلين من ذوى الهمم، أحدهما صاحب إعاقة بصرية والآخر إعاقة حركية، لكنها لم تُلقِ لها بالاً وواصلت عملها فى التدريس، واستطاعت برفقة زوجها تربية أولادهم الثلاثة والوقوف بجانبهم حتى نالوا أرقى الشهادات العلمية.

لم ترَ «انتصار» فى عملها وخدمتها لأولادها أكثر من واجب وحق عليها تؤديه إليهم، لكن ابنيها الدكتور «عمر» خريج آداب إعلام جامعة طنطا وشقيقه المهندس «محمد» أرادا أن يردا جميل والدتهما فى تربيتهما بالتقديم فى مسابقة الأم المثالية: «ماكناش متوقعين خالص الفوز فى المسابقة، ماصدقناش نفسنا من الفرحة، ولما اتصلنا على ولادى فى البيت فرحوا وسجدوا شكراً لله»، قالتها الأم.

لم تكن الحياة وردية أمام «انتصار» فى تربية أولادها، حيث ظلت تنتقل من مدرسة لأخرى لكى تتابع أبناءها فى سنوات تعليمهم ما قبل الجامعى، وفى المنزل تتابع مع زوجها الذى لم يتركها لحظة وهو الآخر يعمل مدرساً، بالإضافة إلى ابنها الأخير «طارق» الذى كان يساعد أخويه فى المذاكرة: «أنا وزوجى كنا دايماً مع بعض بنوفق وقتنا فى البيت، ولما كبر طارق كان بيساعد اخواته لحد ما تخرّج بدرجة بكالوريوس هندسة».

«نفسى ربنا يكرمهم زى ما كرّمونى، وكانوا سبب إنى أفوز بالمسابقة، بتمنى يلاقوا شغل ويكونوا ناجحين فى حياتهم العملية»، تتمنى الأم أن يكلل مشوارها بنجاح أولادها فى مسيرتهم المهنية، كانت دائماً بجانبهم خطوة بخطوة ولم تُشعرهم بالاختلاف، تتحدث إليهم بأنهم مثل أصدقائهم بل إنهم مميزون، وعلى الرغم من رحلة العلاج والتعليم المرهقة واجهت تلك المشاق بصحبة زوجها بالإيمان والصبر حتى تخرّج أولادها الثلاثة من التعليم الجامعى بدرجات مرموقة.