| انهيار جرف جليدي بحجم روما في القطب الجنوبي يثير ذعر العلماء

انهار جرف جليدي ضخم في أنتاركتيكا ليغطي مساحة تقارب حجم مدينة نيويورك أو روما في المحيط، وهو ما أثار مخاوف بين العلماء رغم أنهم لا يتوقعون تأثيرات كبيرة نتيجة لهذا الحدث، إلا أن ذوبان الجليد في هذه المنطقة المستقرة تاريخيًا قد يكون علامة تنذر بأشياء قادمة في غاية الخطورة، فهذه أول مرة يشهد شرق القارة القطبية الجنوبية انهيارا جليديا بهذا الشكل. 

وتكشف صور الأقمار الصناعية عن الاختفاء المفاجئ لجرف «كونجر» الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية بين 14 مارس و 16 مارس 2022، ويقول الخبراء إن الجرف الجليدي كان يتقلص ببطء منذ السبعينيات، وحدث ذوبان متسارع مؤخرًا سبق الانهيار المفاجئ الشهر الماضي، بحسب «لايف ساينس». 

سبب انهيار الجرف الجليدي المثير للقلق

القارة القطبية الجنوبية مقسمة إلى شرق وغرب أنتاركتيكا، مع سلسلة جبال عبر القارة القطبية الجنوبية تفصل بين النصفين، وفي غرب القارة القطبية الجنوبية يكون الجليد غير مستقر أكثر مما هو عليه في الشرق، لذلك غالبًا ما يتم ملاحظة ذوبان الجليد وانهيار الرفوف الجليدية هناك. 

حدث انهيار الجرف الجليدي خلال نوبة من درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة في المنطقة، وأبلغت محطة «كونكورديا»، وهي منشأة أبحاث في أنتاركتيكا تقع على الجانب الشرقي من القارة، عن درجات حرارة – 11.8 درجة مئوية في 18 مارس الماضي، وهي أعلى درجة حرارة سُجلت في مارس في المحطة. 

درجة الحرارة هذه تعتبر أكثر دفئًا من المتوسطات الموسمية بأكثر من 40 درجة مئوية، ودرجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة هذه ناتجة عن «نهر جوي»، وهو عبارة عن نفاثة من الهواء الدافئ الرطب الذي يحبس الحرارة فوق المنطقة، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة «جارديان».  

وتتوقع عالمة الكواكب في وكالة ناسا، كاثرين كوليلو والكر، أن الحرارة التي يحملها حدث النهر الجوي الحديث ساهمت في الانهيار المفاجئ للجرف.

عواقب انهيار الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية

في حين أن العلماء لا يتوقعون أي عواقب وخيمة كنتيجة مباشرة لانهيار الحرف الجليدي الأخير، إلا أنهم يحذرون من أن هذا قد يكون بداية لاتجاه مقلق، ووفقًا للعلماء، تعمل الرفوف الجليدية كعازل لحماية الأنهار الجليدية في القطب الجنوبي من الذوبان، لأنها تعزل تلك الأنهار الجليدية عن مياه البحر الدافئة، وإذا ذابت الأنهار الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية، فقد تكون محركًا رئيسيًا لارتفاع مستوى سطح البحر في العقود القادمة.