كعادته كل يوم، يذهب في الخامسة فجرا حاملا كميات كبيرة من الخضار ليوزعها على زبائنه، ويطرب آذانهم بصوته العذب وهو يشدو بالأناشيد والتواشيح الدينية، ليصبح «حسام» أشهر بائع خضار في منطقة باب الشعرية.
يحكي «حسام صابر الصياد»، 39 سنة، ويعيش في محافظة الجيزة، لـ«»، أنه يعشق التواشيح الدينية وتلاوة القرآن الكريم منذ صغره: «من صغري وأنا بحب اقرأ القرآن الكريم، وفي أيام ابتدائي وإعدادي كانوا بيخلوني أقرأ الأناشيد والقرآن في الإذاعة المدرسية».
تلاوة الأناشيد والتواشيح الدينية، أكثر ما يروق لـ«الصياد» في وقت فراغه بل وأحيانا أثناء عمله، على عكس كثير من الباعة؛ إذ يجلس معظم الوقت إلى جوار بضاعته منتظرا رزقه من الله في هدوء وهو يشدو بصوته العذب، الذي دائما ما يلاقي استحسانا من زبائنه والمارين عليه.
بائع الخضار رفض الغناء في الأوبرا
أحد أصدقاء «حسام» كان شديد الإعجاب بصوته وطريقة أدائه للتواشيح والابتهالات ويرى أنه لو أخذ فرصته سيصبح قارئا ومرتلا كبيرا؛ لذا شجعه وذهبا سويا إلى دار الأوبرا المصرية، فأدى «حسام» الاختبارات بنتيجة جيدة، إلا أن القلق راوده من أن ذلك قد يعيقه عن الاهتمام بعمله كبائع خضار ويقف حاجزا بينه وبين التزاماته: «واحد صاحبي خدني ورحنا الأوبرا وأختبروني هناك ووافقوا عليا بس أنا خفت أن دا يأثر على شغلي في بيع الخضار وأنا ليا زباين كتير وبوزع لمطاعم كبيرة وعليا التزامات في بيتي، علشان كدا مرضيتش أروح الأوبرا تاني».
إلى جانب صوته القوي الدافئ، فقد حظى بائع الخضار أيضا بحب وقبول مَن حوله، لذا أنشأ صفحة باسمه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وبدأ ينشر عليها فيديوهاته وهو يتلو ويشدو بالأناشيد الدينية، مثل: عزي إيماني وتكبيرات ليلة العيد والفاتحة، التي لاقت إعجاب الكثير من متابعيه.
بائع الخضار: أتمنى أكون خادم جامع
كما أنه أحيانًا يؤم المصلين في المسجد القاطن بمنطقة سكنه: «لما افتتحوا الجامع عندنا، دخلت أذنت والناس مدحوا صوتي، ودايما لما مبيكونش في حد بدخل أرفع الأذان.. مع إني مش مؤذن، ياريت ربنا يكرمني وأبقى حتى خادم جامع مش مؤذن».
ورغم تمكنه في قراءة القرآن الكريم والأناشيد إلا أنه يحسب نفسه مؤديا رغبة في الإرتقاء بمستواه: «رغم إني متمكن في القرآن والأناشيد بس برضو بعتبر نفسي مؤدي، مع أني فاهم المقامات ولو حاجة مش فاهمها بسأل الشيوخ بس أنا بعتبر نفسي كدا علشان أحسن من نفسي».
(طلع البدر علينا – يا دعوتي سيري – الأقصى ينادي – في مدينتيي – عزي إيماني)، هذه أكثر الأناشيد والتواشيح الدينية التي تستهوي «الصياد»، الذي يحب الاستماع إلى الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ الطبلاوي في القرآن والشيخ صلاح بوخاطر في الترتيل، كما أنه شديد الإعجاب بالمطرب بهاء سلطان: «بهاء سلطان صوته عجبني جدا في التواشيح، بهاء سلطان بعتبره القمة».