| بائع فاكهة يواجه أعباء الحياة على كرسي متحرك.. أي طبق مشكل بـ«5 جنيه»

لم يمنعه عجزه من مواجهة الحياة بابتسامة رضا، هو شريف أشرف الذي لم يستسلم لإصابته بشلل نصفي فى حادث سيارة، فرغم الألم الذي ملأ قلبه بعد معرفته أنه لن يكون بمقدروه الحركة مرة أخرى، فإنه رفض الاستسلام ومن خلال كرسي متحرك خرج للبحث عن وسيلة لإعاشة نفسه وأسرته وكان مشروعه «طبق فاكهة» هو وسيلته ليقول للحياة أنا ما زالت هنا.

يحكي شريف من مواليد مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، أن بداية المأساة حدثت عام 2013، عندما تعرض لحادث سيارة، واضطر وقتها إلى ترك مهنته التي ورثها عن أبيه وعمل بها لسنوات وهي «كهربائي تركيبات»، بعد تخرجه في معهد حاسب آلي، فإصابته بشلل نصفي قضت على آماله فى الحياة بشكل طبيعى.

وقال شريف لـ«»: «لم أعد قادرا على التنقل من مكان لآخر، وعانيت كثيرا بسبب مصاريف العلاج مع الأطباء، فقد عمل بعضهم على تجربة أدوية متنوعة معي بهدف إيجاد علاج لقدمي دون جدوى حتى أنفقت كل المال الذي ادخرته، وبعت البضاعة التى أملكها، وبالطبع أغلقت المحل».

معاناة شريف

كانت المعاناة الحقيقية لـ«شريف» هي إغلاق محله وإيقاف نشاطه بصورة نهائية فقد كانت مهنة أبيه التي يتمنى الاستمرار بها كما وصاه وهو صغير: «قعدت البيت التي لا يستطيع أحد تحملها، لكن حاولت التأقلم على الوضع بل وتغييره للأفضل حتى نجحت».

بدأ شريف يجرب حظه مع  مواقع التواصل الاجتماعي، في الحصول على فرصة عمل تناسب إعاقته: « نظراً للإعاقة وعدم قدرتي علي التحرك ، فكرت في تسويق الأدوات المنزلية والإكسسوارات أون لاين وبدأت انشر إعلانات ولكن كل ذلك لم يكن يجدي معي أو يساوى مصروف شخصي مناسب».

أكثر ما كان يتسبب في الألم لـ«شريف» هو نظرات الناس التي تمتلئ بالشفقة ويتذكر كم شعر بالحزن وكاد يبكي وهو يسمع أحد أقاربه وهو يتحسر على وضعه «يا حرام ده كان واقف عليه رجليه»، يقول شريف: «بعدها قررت عدم الاستسلام وبدأت البحث عن عمل بأى شكل يناسب وضعي وبدعم أصدقائي وأقاربي استطعت أن أتجاوز هذه المحنة، وبدأت في مشروع طبق الفاكهة وهو عبارة عن عربة صغيرة لبيع الفاكهة بأسعار مناسبة مع إمكانية التوصيل للأشخاص، وبالفعل بدأ المشروع ينجح».

شريف: أحلم بشقة دور أرضي للحركة بسهولة

آمال شريف في الحياة هي شقة دور أرضي: «نفسي أشعر أني مريح لأصدقائي من حملي في الصعود والنزول من الشقة، نفسي أساعد نفسي بنفسي وأريح أمي التي تعبت معي وهي ترى ابنها الكبير أصبح طفلا صغيرا لا يستطيع حتى دخول الحمام وهي تساعدنى يوميا، وأملي أيضا أن يصل مشروعي لأكبر عدد من الناس وأقدر أساعد ناس مثلي من ذوى  الهمم».