الإعاقة الحركية إن حرمت صاحبها من أداء بعض المهام، إلا أنها لن تتمكن من تقييده بالكامل، أو تعيقه عن العمل والاعتماد على نفسه، وهو ما أثبته مصطفى محمود، الشاب العشريني، ابن محافظة الإسكندرية، الذي رغم ملازمته لكرسيه المتحرك منذ ولادته، إلا أن لديه مصدر دخل خاص، من خلال بيع المنظفات في الشارع.
ولادة «مصطفى» بإعاقة حركية
عانى «مصطفى» منذ ولادته من إعاقة حركية، لازمته كرسيه المتحرك طوال الوقت، وظلت لسنوات طويلة حائلا أمامه كلما حلَّق فكره في سماء الأحلام والأمنيات، حتى قرر أخيرًا الثورة على كل ذلك، وتجاوز هذا الحائط بل وتكسيره تمامًا، من خلال الخروج إلى الشارع بكرسيه المتحرك، والعمل في بيع المنظفات المختلفة والشامبو، متكئًا على دعم والديه الدائم له.
امتنان شديد يسكن قلب الشاب العشريني تجاه والديه، نتيجة ما يفعلاه من أجله باستمرار، كي يتمكن من إيجاد مصدر دخل خاص به يُرضي طموحه وإصراره: «بيتعبوا معايا جدًا، خاصة وهما بينقلوا المنظفات كل يوم من البيت للشارع اللي ببيع فيه والعكس»، ومنذ قرر الخروج إلى الشارع قبل عامين، لم يجد أي معوقات في العمل أو صعوبة، سوى تلك المعتادة والمعروفة نتيجة ظروفه الصحية، وهي الحركة بصعوبة، والجلوس لساعات طويلة على كرسيه المتحرك.
7 ساعات يقضيها «مصطفى» يوميا في الشارع
«بنزل كل يوم من 3 العصر لـ10 بالليل، ورغم أي تعب بس أنا مبسوط لأني محبتش أقعد في البيت، واستسلم للإعاقة، وحبيت إني يكون ليا كيان وشغل خاص»، بحسب ابن محافظة الإسكندرية، موضحا أن طموحه في الحياة وتحديه لإعاقته، لم يتلخص فقط في العمل، وإنما تمكن أيضًا من إتمام تعليمه الجامعي، ونيل درجة ليسانس آداب قسم مكتبات جامعة الإسكندرية.
«مصطفى»: نفسي يبقى عندي محل
رغم المتعة الكبيرة التي يجدها «مصطفى» عند نزوله إلى الشارع لبيع المنظفات، وشعوره بالقوة وتغلُّبه على إعاقته، إلا أن جزءًا في قلبه يتألم، كلما رأى والديه يتكبدا المشاق في نقل المنظفات من وإلى المنزل، وهو ما جعل الأمنية الكبرى في قلبه، امتلاك أو تأجير محل: «نفسي يبقى عندي محل، علشان أبويا وأمي ميفضلوش يشيلوا وينقلوا في الحاجة كل يوم، لانهم بيتعبوا جدًا».