الباحث محمد صفحي
بزع اسم الباحث السعودي محمد قاسم صفحي، بعد فوزه بجائزة المؤتمر الأوروبي العالمي للمناعة 2021 منذ أيام قليلة، والذي تم تنظيمه بداية العام الجاري، ورأى أن العالم العربي يحتاج إلى زيادة الإنفاق فيما يخص البحث العلمي من أجل الاعتماد على الذات وعدم الاعتماد كليا على الدول الأخرى.
من هو محمد قاسم صفحي وما مجال دراستك؟
باحث ماجستير بجامعة إرلنجن نورنبيرغ بألمانيا بأحد برامج النخبة ببافاريا في علوم المناعة، وأنهيت دراسة بمرحلة البكالوريوس بالطب الجزيئي من نفس الجامعة وعضو برابطة النخبة ببافاريا، وشاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات العلمية بألمانيا وغيرها، وعملت في المستشفى الجامعي بقسم المناعة الجينية وزراعة الأعضاء بإرلنجن.
ما هو المؤتمر الأوروبي للمناعة وكيف جاءت المشاركة فيه؟
هو مؤتمر يقام كل ثلاث سنين بدولة مختلفة، وأحد أبرز المؤتمرات الدولية التي تحظى باهتمام وحضور كبير من المختصين والباحثين وكذلك الشركات والمؤسسات المهتمة بعلوم المناعة والعلاج المناعي، وأقيم هذا المؤتمر من قبل في باريس وبرلين وجلاسكو ببريطانيا وفيينا وأمستردام، وأخيرا كان من المفترض أن يقام في بلجراد عاصمة صربيا لعام 2021، ونظرا لجائحة كورونا أقيم في السنة الماضية على منصة افتراضية على منصة المؤتمر الأوروبي للمناعة، وبالرغم من ذلك حظي المؤتمر بحضور وزخم كبير ووصل عدد المشاركين لما يقارب الـ 3000 مشارك من كل دول العالم، وقد غطى هذا المؤتمر العديد من جوانب علوم المناعة كأساسيات المناعة، العلاج المناعي، الميكروبيوتا وسيطر الحديث عن مواجهة فيروس كورونا على المؤتمر.
ما هي الجائزة في المؤتمر الأوروبي.. وكيف ستستفيد منها؟
قال إن ظهور اسمه كفائز بإحدى الجوائز من أحد المؤتمرات العالمية يُعد إضافة قوية لتكويني العلمي وسعيد جدا بأن استطعت أن أمثل بلدي السعودية وكل من يسعد بتمثيلي له، وكذلك دعوتي لحضور المؤتمر المقبل، والذي سيقام في 2024 بدبلن يعتبر حافزا كبيرا لي للإبداع والتركيز أكثر في مجالي.
كيف ستفيد أبحاثك العلمية المملكة والعربي؟
كل أمنية لأي مواطن عربي أو سعودي أن يعود لبلده وأن يساهم في تطوير بلده، حاليا للأسف الشديد لست منسوبا لأي جهة تعليمية أو مؤسسة حكومية أو خاصة وكل دراستي على حسابي الخاص، لذلك في حالة تواجد الفرصة لخدمة بلدي سيكون أسعد شيء سأقوم به في حياتي، وأعتقد تكويني العلمي في ألمانيا والخبرة التي حصلت عليها بالاحتكاك مع العديد من الجامعات والأشخاص بشكل عالمي سيساعدني كثيرا في تقديم شيء مفيد لأبناء وبنات بلدي، ولكن كما يقال أينما أنبتك الله فأزهر، فكل ما أريده فقط الفرصة لكي أستطيع العطاء.
ما توقعك لمدة القضاء على فيروس كورونا؟
من وجهة نظري، هناك 3 عوامل تستطيع تحديد المدة التي سيتم فيها الخروج من كارثة كورونا، أولها التوزيع العادل للقاح، حيث هناك دول لا تستطيع توفير الكمية اللازمة لمواطنيها للحد من انتشار كورونا وتجنب فرصة ظهور أي متحور آخر، والعامل الثاني التحدي الثقافي والذي يتمثل في وجود مجموعة ليست صغيرة لديها آراء ووجهات نظر معادية للقاحات وهذا التحدي الثقافي له تاريخه الطويل وأسبابه التي أدت لنشوئه، أما العامل الأخير فيتوقف على قوة الفيروس وانتشاره، وهناك دراسات أشارت إلى أن المتحور الجديد أضعف من المتحورات السابقة والتي قد تؤدي لاختفاء الفيروس، تعاملنا مع هذه العوامل هي التي ستحدد المدة المتوقعة للخروج من هذا النفق المظلم.
ما التطور الذي وصل إليه طب المناعة في المملكة؟
توجد هناك مجموعة من المبادرات للمساهمة في هذا المجال بشكل محلي ولكن ما زال يحتاج هذا المجال للكثير من الدعم والاستفادة منه من الناحية الاقتصادية، ومن الجدير ذكره هنا والإشارة إليه هو قمة الرياض العالمية للتقنيات الحيوية الذي تشرف برعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله وتحت مشاركة نخبة من علماء وأساتذة سعوديين من الأفاضل والفاضلات، والذي كان يهدف لجذب الشركات العالمية المنتجة للدواء للسوق السعودية، ما سيتيح فرص عمل عديدة للباحثين السعوديين وكذلك سيطور من البنية التحتية لمراكز الأبحاث ويساهم في إنشاء سوق سعودية بحثية معتمدة على المعرفة واستخدام التقنية الحديثة، وهذا ما نتمنى رؤيته، ويجب أن نسعى له على الأمد القريب في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية، والذي سينعكس أيضا بشكل إيجابي على باقي الدول العربية.
من مثلك الأعلى في مجالك الطبي عربيا وعالميا؟
عربيا للأسف لا يوجد، ولكن على المستوى العالمي فهو الياباني تاسوكو هونجو والأمريكي جيمس أليسون واللذان ساهما في اكتشاف بعض الطرق المناعية لمكافحة السرطان باستخدام العلاج المناعي والحاصلان على جائزة نوبل لعام 2018.
كيف كان شعورك باعتبارك العربي الوحيد الفائز في هذا المؤتمر؟
أحمد الله بأني استطعت أن أفعل شيئا مفيدا في فترة دراستي، وفي فترة مبكرة من مراحل تعليمي الأكاديمي وأن أظهر بهذا الشكل المشرف لأمثل العربي وكل من يسعد لتمثيلي له.
ما رأيك في البحث العلمي في العربي بشكل عام وما هي التحديات؟
ما زال يحتاج إلى بينية تحتية قوية والاستثمار في العقول العربية وامتلاك النفس الطويل في مجال الأبحاث لأن 99% من الأبحاث قد تفشل وواحد في المائة قد ينجح لذلك امتلاك حاضنة لديها الفهم للبحث العلمي والبينية التحتية اللازمة لإقامة أبحاث متطورة ستخدم الإنسان في المستقبل أمر مهم لمساهمة العالم العربي في هذا المجال مع بقية الدول التي خاضت أشواطا طويلة في هذا المجال ولديها مساهمات حلت الكثير من المشاكل والتحديات العلمية والصحية، ومن غير المعقول أن نبقى معتمدين على غيرنا في هذا المجال.
ما هي خططك المستقبلية في الدراسة؟
الاستفادة من مبادئ علم المناعة واستخدامه كعلاج مناعي في دراساتي العليا لمساعدة الإنسان في التغلب على الأمراض التي يعاني منها وما زال ينتظر أن يأتي من ذلك النفق الطويل نور ينهي معاناته، ولدي إيمان كبير بأن الاستثمار في علم المناعة سيثمر بنتائج إيجابية في المستقبل القريب، وأشكر عائلتي التي دعمتني في دراستي وشجعتني وصبرت على مغامراتي.