بملامح بسيطة يغلفها التعب، يجلس شاب ثلاثيني في أحد جوانب شارع العشرين بفيصل، مستخدما دراجته ويحمل فوقها قفص خشبي بشكل مستطيلي مغلف بلافتة مكتوب عليها أنواع السندوتشات وأسعارها، بداخله العديد من الأطعمة الخفيفة التي يحاول أن يبيعها، على أمل أن تساعده في توفير قوت يومه، ورغم أنه مهندسًا زراعيًا إلا أنه يتخذ هذه المهنة، بجانب عمله من أجل الانفاق على أبنائه.
باسم إبراهيم، صاحب الـ37 عاما، والمقيم في إحدى مساكن محافظة الجيزة، يروي خلال حديثه لـ«» بعد تخرجه في المعهد العالي للزراعة عام 2006، أنه عمل مهندسًا زراعيًا في إحدى الشركات الخاصة ومع زيادة المسئوليات بعد زواجه، أراد أن يسعى للحصول على عمل إضافي من أجل زيادة الدخل، ومن هنا بدأ الشاب البحث عن طريقه تمكنه من زيادة دخله مع الحفاظ علي عمله الأساسي، مؤكدا أن لديه طفلين «بنت وولد» تتراوح أعمارهما بين 10 -7 سنوات.
فكرة المطعم المتنقل
استوحى «باسم» فكرة المطعم المتنقل على دراجة من أفكار مشابه لها: «فكرة المشروع جاتني أني أنا شوفت كذا حد في وسط البلد عامل المشروع ده وقولت أفكر أعمل زيهم عشان أكفي مصاريف البيت»، ومن هنا بدأ الشاب في التحضير للمشروع «كان عندي عجلة قديمة صلحتها وجبت القفص ده من العتبة وعملت البنر ده واشتريت بعض الأدوات المنزلية عشان أعرف أقطع عليها الأكل».
أمنية «باسم» في المستقبل
استمر المهندس في متابعة عمله بالنهار في إحدى الشركات الخاصة للمكافحة للحشرات، وبعد عودته للمنزل يأخذ وقتا من الراحة، ثم يقوم بتحضير المواد التي يستخدمها ويبدأ في النزول إلى الشارع من الساعة 3 عصرا حتى التاسعة مساء، مؤكدا أن السبب الرئيسي الذي جعله يفكر في هذا المشروع هو أبنائهم والظروف المعيشية الصعبة «العيشة غالية جدا وطلبات العيال كترت والدروس الخصوصية ومصاريف المدارس».
ويتمنى «باسم» أن يحصل على وظيفة، لتكون له مصدر رزق ثابت حتي يتمكن من الانفاق على أسرته: «نفسي في وظيفة حكومي عشان الشركات الخاصه شغلها مش بيكون ثابت ومحدش عارف بكرة هيكون إزاي».