| «بانسيه» أخصائية علاج طبيعي بدرجة فنانة.. تؤهل ذوي الهمم وتصنع الأثاث

إعادة التدوير وتحويل الأشياء التي ليس لها قيمة ومهملة إلى شيء قيم يمكن الاستفادة منه واستخدامه عدة مرات بأشكال مختلفة، تعتبر حرفة شاقة وتتطلب المزيد من الوقت والمجهود، ولكن عندما يمارس هذه الحرفة أشخاص متخصصين بمجالات هامة ومرتبطة بأعمال جوهرية في حياتهم تبعد عن هذا العمل، يتحول الأمر من حرفة صعبة لعمل فني من الدرجة الأولى.

رحلة «بانسيه» بدأت بالبالطو الأبيض

بانسيه أحمد، 29 عامًا، تخرجت عام 2015، بدأت رحلتها بالبالطو الأبيض كأخصائية علاج طبيعي وتأهيل الأطفال من ذوي الهمم، لكنها لم تهمل ممارسة هوايتها المفضلة في الرسم والأشغال اليدوية بكل أنواعها من الخياطة والنجارة والنقاشة وإضفاء القيمة الجمالية على المنتجات لتدخل حيز الشراء.

حولت «بانسيه»، بلكونة منزلها إلى ورشة صغيرة تجمع العديد من الأجهزة الثقيلة التي تساعدها على الخروج بمنتجات خاصة بأسرتها أو بأصدقائها، فعلى الرغم من تفوقها الدراسي ودراستها للطب، الا أنها لم تسطع التخلي عن هوايتها في الأعمال اليدوية: «جايبة منشار يدوي ومواتير كهرباء ومعدات كتير عاملة منها ورشة في البلكونة وعاملة دولاب صغير للمعدات».

غرفة أطفال كاملة مكونة من سريرين ودولاب وكنبة صنعتها الفتاة العشرينية منذ عام ونصف قبل أن تضع حملها داخل الورشتها صغيرة في المنزل: «أنا أول ما إتجوزت كان فيه أوضتين فاضيين مفيهمش حاجة خالص على أساس لما نتجوز نعمل أوض ونجيب سراير فصممت أنا كل الحاجات دي بنفسي وأنا حامل في بنتي ووفرت فلوس الشراء».

«بانسيه» عن زوجها: الداعم الأكبر ليا

ثلاثة أيام في عيادة خاصة ومثلهم في مستشفى الوراق، منذ الثامنة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، وعند العودة إلى المنزل تُقسم الساعات المتبقية بين العناية ببيتها وطفلتها الصغيرة، وممارسة هوايتها التي تعمل دائمًا على تطويرها من خلال مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب: «لما برجع من الشغل بظبط البيت وأعمل الأكل وبشتغل باقي الوقت، وعملت صفحة من 5 سنين على يوتيوب بعرض فيها شغل الهاندميد اللي بعمله زي الشنط والملايات وبوكيهات الورد وفساتين، وحتى فستان فرحي أنا اللي عملته بنفسي».

وعن دورها كأم في البيت، قالت «بانسيه» إنّ زوجها الذي يعمل في مجال الطب أيضًا، دائمًا ما يساعدها في تطوير موهبتها: «التوفيق بين شغل العيادة وممارسة هوايتي بيكون صعب لكن بنتي مبتفارقنيش في كل حاجة، وجوزي دايمًا بيساعدني وأوقات بياخد باله من البنت في وقت مانا بكون في المستشفى، وهو اللي كان جايبلي كل حاجة من خامات وأجهزة وبعتبره أكبر داعم ليا».

وتطمح «بانسيه» في إنشاء مصنعًا لإنتاج الملابس في المستقبل: «أنا نفسي أفتح مصنع ملابس بس لسة مش عارفة هبدأ إزاي لأني لسة مش معايا عمالة تساعدني».