| بتكلفة 1.4 مليار دولار.. انطلاق «إقليدس» أول تلسكوب لاكتشاف قوة الكون

في محاولة لحل أكبر الأسئلة التي تواجه العلماء بشكل عام وعلماء الفضاء بشكل خاص «مما يتكون الكون»، انطلق تلسكوب «إقليدس» في رحلة إلى الفضاء من قاعدة فلوريدا الأمريكية، والمقرر له أن تقوم بعثته بعمل خريطة ثلاثية الأبعاد هائلة للكون، في محاولة لربط بعض خصائصه بما يسمى الطاقة المظلمة التي تشكل نسبة 68% من الكون بحسب ما ذكر الموقع الرسمي لوكالة ناسا الفضائية، كمان أن هناك بعض الظواهر التي يجب أن يرصدها التلسكوب والتي تتحكم في شكل وتوسع كل ما نراه في الفضاء والكون، ومع أن الباحثين يعرفون أهمية تلك القوة المظلمة ولكنهم لا يعرفون عن خصائص تلك القوة شيئًا.

تكلفة «إقليدس» ومهمته

بلغت تكلفة تلسكوب إقليدس العملاق 1.4 مليار دولار، وصعد على صاروخ فالكون-9 من ولاية فلوريدا الأمريكية الساعة 11:12 صباحًا، وتم إرساله إلى موقع المراقبة على بعد 1.5 مليون ك/م من الأرض، على الجانب الآخر من الكوكب إلى الشمس، وعلى الرغم بأن المهمة مشروع يتبناه وكالة الفضاء الأوروبية، إلا أن المهمة لاقت تعاونًا مع وكالة الفضاء الأمريكية «اسا أيضًا من الناحية العلمية والهندسية

كانت نتائج التجارب السابقة قبل تلسكوب إقليدس تشير إلى أن الطاقة المظلمة تمثل حوالي 70% من مجموع طاقة الكون، كما تمثل المادة المظلمة 25% من كل المواد المرئية مثل النجوم والكواكب- وتمثل 5% من باقي المواد، ولفك شفرة طبيعة تلك المادة الغامضة، سيجري التلسكوب رحلته ومسحه لمدة 6 سنوات، وستكون له مهمتين الأولى والرئيسية هي رسم خريطة لتوزيع المادة المظلمة في الكون بشكل غير مباشر، فالعلماء يعرفون أنها موجودة بسبب تأثيرات الجاذبية على المادة التي يمكن رؤيتها، فعلى سبيل المثال المجرات لم تستطع الحفاظ على شكلها لولا وجود بعض المواد الداعمة، والتي يعتقد العلماء بأنها المواد المظلمة.

اكتشاف إقليدس للمادة المظلمة

وقال عالم الفلك في جامعة لانكستر بالمملكة المتحدة إيزوبيل هوك: «أعتقد أنه لا يمكن اكتشاف المادة المظلمة ولا الطاقة المظلمة بشكل مباشر، وهذه الفجوة في المعرفة تعني أنه لن تستطيع فهم أصل الكون، لذا رؤية تلسكوب إقليدس أفضل رهان لنا للوصول إلى طريقة للفهم، فالأمر أشبه بالانطلاق على متن سفينة قبل أن يعرف الناس أين كانت الأرض في اتجاهات مختلفة، فسنقوم برسم خريطة لمحاولة فهم كيف وصل المكان الذي نقطن عليه إلى ما عليه الآن، وكيف وصل الكون بأكمله من نقطة الانفجار العظيم إلى المجرات الجميلة التي نراها حولنا، والنظام الشمسي والحياه»، وفقا لما ذكره لشبكة BBC البريطانية.

وعلى الرغم أنه لا يمكن للعلماء أن يروا المادة المظلمة بشكل مباشر، فالتلسكوب يمكنه رسم توزيعها من خلال البحث عن الطريقة الدقيقة التي تشوه كتلة الضوء القادم من المجرات البعيدة، ويذكر أنه عمل تلسكوب هابل الفضائي على ذلك لأول مرة على جزء صغير جدًا من الفضاء ما يعادل درجتان مربعتان فقط، بينما سيفعلها إقليدس على 15000 درجة مربعة، ومن المقرر أن يتم ذلك المسح عن طريق كاميرا VIS الخاصة بالتلسكوب.

ذكر البروفيسور مارك كروير من مختبر مولارد لعلوم الفضاء بجامعة لندن أن «الصور التي سينتجها إقليدس ستكون ضخمة وربما تحتاج إلى أكثر من 300 جهاز تلفزيون عالي الدقة لعرض صورة واحدة فقط»، كما أكد أن مفهوم الطاقة المظلمة يختلف تمامًا عن المادة المظلمة، ويذكر أنه بدأ الاعتراف بوجود تلك القوة الغامضة وتأثيرها عام 1998 عندما حصد 3 علماء جائزة نوبل في بحثهم عنها، وسيقوم إقليدس بالتحقيق في هذه الظاهرة من خلال رسم خريطة ثلاثة الأبعاد للمجرات، فسيقيس إقليدس نحو ملياري مجرة تبعد ما يساوي 10 مليارات سنة ضوئية عن الأرض، وبعدها يمكن استخدام الأنماط الموجودة في الفراغات الكبيرة الموجودة بين الأشياء كنوع من اعتباره مقياس لقياس التوسع عبر الزمن.

 

ما بعد بعثة إقليدس

وأوضح البروفيسور بوب نيكول من جامعة ساري أنه يمكننا بعد ذلك طرح بعض الاسئلة المثيرة للاهتمام، هل التسارع هو نفسه في جميع النقاط في الكون؟، فالأرض إلى حد ما متوسط كل شئ نقيسه، ماذا لو كان غير ذلك، ذلك هو علم الاكتشاف، ولن يكون إقليدس قادرا على القول بشكل قاطع هذه هي طبيعة المادة المظلمة والطاقة المظلمة»، ولكن ما يجب أن يفعله هو تضييق نطاق النماذج والأفكار على العلماء والباحثين والمجربين، فمثلًا قد يقدم أفكارًا جديدة حول اكتشاف الجسيمات التي يعتقدوا أنها بشكل كبير تمثل الكثير من المواد المظلمة، أما عن الطاقة المظلمة فقد يؤكد إقليدس أفضل تخمين لتلك القوة حتى الآن وأنها خاصية جوهرية لفراغ الفضاء، وقد يضع لهم احتمالات أخرى.

ويعد إحداها كما أشار البروفيسور مارك ماكوغريات كبير مستشاري وكالة الفضاء الأوروبية للعلوم والاستكشاف هو أن الطاقة المظلمة هي قوة خامسة جديدة في الكون تعمل فقط على نطاقات ضخمة للغاية، ولكن بالطبع يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مصير الكون إلى أي مدي سيتوسع، وهل سينهار كل شئ مرة واحدة.

وقال عالم الفلك في جامعة لانكستر بالمملكة المتحدة إيزوبيل هوك: «أعتقد أنه لا يمكن اكتشاف المادة المظلمة ولا الطاقة المظلمة بشكل مباشر، وهذه الفجوة في المعرفة تعني أنه لن تستطيع فهم أصل الكون، لذا رؤية تلسكوب إقليدس أفضل رهان لنا للوصول إلى طريقة للفهم، فالأمر أشبه بالانطلاق على متن سفينة قبل أن يعرف الناس أين كانت الأرض في اتجاهات مختلفة، فسنقوم برسم خريطة لمحاولة فهم كيف وصل المكان الذي نقطن عليه إلى ما عليه الآن، وكيف وصل الكون بأكمله من نقطة الانفجار العظيم إلى المجرات الجميلة التي نراها حولنا، والنظام الشمسي والحياة».

 

 

.