حدث هام تشهده سماء مصر وبعض الدول العربية والأجنبية يوم 25 أكتوبر الجاري، يعقبه خسوف للقمر يوم 8 نوفمبر، ولكنه لا يرى في مصر، إذ من المعروف فلكيًا أنّ كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارًا، فيما يحدث خسوف القمر ليلًا نتيجة وقوع ظل الأرض على القمر.
وكسوف الشمس سواء كلي أو جزئي أو حلقي، لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر محاقًا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض «ليسقط ظل القمر على الأرض» وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرًا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر «ليسقط ظل الأرض على القمر» وعلى هذا فإنّ كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائما حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر.
المحاق يحدث مرة كل شهر
وأشار الدكتور أشرف تادروس، رئيس قسم الفلك في معهد البحوث الفلكية، إلى أنّ المحاق يحدث مرة كل شهر، وهو عبارة عن اقتران غير مرئي يحدث بين الشمس والقمر، إذ يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها، ما يتسبب في عدم رؤيتنا للقمر، لأنّ اقتران أي جرم سماوي مع الشمس لا يُمكننا أبدًا من رؤية هذا الجرم بسبب شدة إضاءة الشمس.
وأضاف «تادروس»، أنّه عند ابتعاد هذا الجرم قليلًا عن الشمس، يمكننا أن نراه بعد غروب الشمس أو قبل شروقها مباشرة، لذا تعتبر ظاهرة الكسوف اقترانًا مرئيا للشمس والقمر حيث يكونا على خط مستقيم واحد مع الأرض، إذ نجد قرص القمر يحجب قرص الشمس أو جزءً منه، ويطلق على هذا الاقتران المرئي «استتار»، حيث تستتر الشمس خلف القمر، وهي لا تحدث أبدًا إلا إذا كان الجرمين السماويين على استقامة واحدة مع الأرض، وعلى ذلك يولد القمر الجديد دائما بعد ذروة الاقتران الشهري، أو بعد كسوف الشمس مباشرة، أي بعد الخروج من حالة الاستتار.
ويقول رئيس قسم الفلك، إنّه في حالة كسوف الشمس ونظرًا لصغر حجم القمر بالنسبة للأرض، فإنّ ظله يُغطي بقعة محددة فقط من سطح الأرض نهارًا، ولهذا فإن البلدان الواقعة في بقعة هذا الظل هم فقط الذين يمكنهم رؤية كسوف الشمس، أما في حالة خسوف القمر ولأن حجم الأرض كبيرًا بالنسبة للقمر فإنّ ظلها يُغطي القمر كله، ولذلك فإن كل البلدان الواقعة في نصف الكرة الليلي يرون خسوف القمر.
وأضاف «تادروس» أنّ ظاهرة الكسوف هي اقتران واستتار، لذلك فإنّ الخسوف الكلي للقمر الذي نراه هنا على الأرض هو أيضًا كسوفًا كليًا للشمس حينما نراه من على سطح القمر، فهو اقترانًا مرئيا للشمس والأرض بالنسبة للقمر واستتارًا للشمس خلف الأرض.
خطور كسوف وخسوف الشمس
أما من ناحية خطورة هذه الظاهرة، يقول الدكتور أشرف تادروس، إنّ جميع مشاهدات الظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس، حيث أنّ النظر إلى الشمس بالعين المجردة عمومًا يضر العين كثيرًا.
ونصح «تادروس» باستخدام الفلاتر الشمسية المعتمدة، والابتعاد عن استخدام الوسائل التقليدية الأخرى كالزجاج المدخن أو النظارات الشمسية العادية أو أفلام أشعة إكس الطبية أو اقراص الحاسب الآلي الممغنطة القديمة وغيرها، لأنّها لا تحجب كل الأشعة الضارة بل جزء منها فقط، ولذلك فهي تمثل خطرًا جسيمًا إذ يمكن معها أن تحترق شبكية العين إذا استخدمت لفترة تزيد عن 30 ثانية، وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو أنّ شبكية العين لا تستشعر الألم، فلن يشعر الإنسان بحدوث ذلك وقد لا تظهر التأثيرات إلا بعد ساعات من حدوث الضرر.