بدأت الكنيسة الأرثوذكسية منذ يوم الاثنين الماضي صوم السيدة العذراء مريم، وهو صوم من الدرجة الثانية، مدته 15 يومًا، تبدأ من 1 مسرى الموافق 7 أغسطس وحتى 16 مسرى 22 أغسطس، الموافق عيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، وبينما يصوم المسيحيون الأرثوذكس صوم العذراء حاليًا، يمكن استعراض عدة معلومات عن الصوم وسبب تسميته بهذا الاسم.
سبب تسمية صوم العذراء مريم بهذا الاسم
أوضح الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، خلال لقائه في أحد البرامج التلفزيونية، أن الصوم مثله مثل الصلاة والتسبيح بالنسبة للكنيسة؛ إذ يعتبر أحد أركان العبادة والعلاقة مع الله، وأنه على الرغم من تسميته بـ«صوم السيدة العذراء»، إلا أن جميع أصوام الكنيسة وشعبها هي لله فقط: «الصوم الفعلي لربنا، ولكن مفيش مانع نسمي الأصوام بأسماء القديسين أو أسماء أخرى علشان نميزها عن بعضها، زي مثلًا صوم العذراء أو صوم الرسل أو صوم نينوى».
وعن سبب تسميته بـ«صوم العذارء مريم»، أوضح «رافائيل»، أنه سمي بذلك لأنه يبدأ في 1 مسرى الذي يوافق هذا العام 7 أغسطس وحتى 16 مسرى 22 أغسطس الذي يوافق عيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء؛ لذا تم تسميته به.
صوم السيدة العذراء
كما أوضح القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة مار جرجس بالعجوزة لـ«»، أن صوم السيدة العذراء بدأ عندما صامه الآباء الرسل قديمًا، إذ بعد وفاة القديسة العذراء مريم، اجتمع الآباء الرسل لدفن جثمانها، إلا أن توما الرسول لم يكن موجودًا؛ إذ كان يكمل رحلته التبشيرية في الهند: «ربنا أراد أنه يفرح توما الرسول فخلاه يشوف السيدة العذراء مريم أثناء صعود جسدها، فلما شافها طلب منها علامة يوريها لإخواته الرسل علشان يصدقوه لما يقلهم أن جسدها صعد للسماء فأدتله الزنار بتاعها».
وأضاف «ثيؤفان» أنه بعد عودة توما الرسول من رحلته التبشيرية سأل باقية الرسل عن السيدة العذراء مريم فلما أخبروه بوفاتها طلب منهم رؤية جسمانها، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوه فتملكهم الخوف، إلا أن توما الرسول طمأنهم وقص عليهم ما رآه حول صعود جسدها إلى السماء كما أراهم الزنار الذي أعطته له: «وقتها كان يوم 1 مسرى، فقرر الأباء الرسل أنهم يصوموا لحد ما ربنا يعلن ليهم كلهم صعود جسد العذراء مريم للسماء، وبالفعل بعد 15 يوم وتحديدًا في 16 مسرى ربنا أعلن ليهم ففرحوا وقرروا أن يوم 16 مسرى يبقى عيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء».
شعب الكنيسة يعتاد صوم السيدة العذراء
ومن ذلك الوقت اعتاد شعب الكنيسة صوم 15 يومًا من 1 مسرى وحتى 16 مسرى، واطلقوا عليه اسم «صوم العذراء مريم» لكونه ينتهي بعيد ظهور صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء.