محصول ذو طبيعة خاصة، يحتاج إلى رعاية واهتمام وخبرة فائقة حتى ينضج بسلام وتُزهر أوراقه وتثمر حباته التي تمكث في الأرض ما يقرب من 8 أشهر متواصلة، ليبدأ الفلاح في جمع ثمار الفراولة بعد 60 يوما من زراعتها، وتظل تطرح على مدار الأشهر المتبقية مع متابعة دقيقة، وحرص شديد حتى لا يحدث خطأ يُضيّع مجهود وتعب المزارع، وفقاً لسامى عبدالحميد، صاحب مزرعة فراولة بمدينة الإسماعيلية.
حصاد الفراولة
يحكى «عبدالحميد» أن محصول الفراولة يحتاج إلى اهتمام بالغ والاستعانة بمهندس زراعي ذو خبرة عالية، نظراً لأنها تختلف عن باقي المحاصيل: «أول شهرين بتكون محتاجة تركيز شديد ومتابعة مستمرة زي وضع السماد بمواعيد محددة والمياه كل نص ساعة وإزالة الحشائش من حولها وضبط أشعة الشمس اللي بتنزل عليها علشان لو الحرارة زادت فجأة ممكن تموت».
كما أن محصول الفراولة لا يُسقى إلا بماء النيل فقط، وأى مياه أخرى لا تصلح له، فضلاً عن وضع السماد العضوي من مزارع تربية الدواجن، وفقا لصاحب المزرعة: «بنجيب السماد من عنابر الكتاكيت، بس شرط يكون بقالها سنة، لو أقل من كده مابينفعش وبنرشه بكميات محددة والميه لازم تكون خراطيم ورش بالتنقيط من فوقها علشان تنمو أسرع، والتربة ميكونش فيها نسبة ملوحة عالية وبنديلها منشطات جذور وأسمدة ورقية أول ما تبدأ تخضر».
خطوات زراعة محصول الفراولة
تفاصيل كثيرة يحفظها الرجل الخمسيني عن ظهر قلب، لرعاية مزرعته البالغ مساحتها 9 أفدنة، جميعها مغطاة بمحصول الفراولة: «ده محصول لازم اللي يزرعه يكون صاحب خبرة ومتخصص علشان أقل غلطة بتضيعه»، ويستعين بقطع بلاستيك سوداء وشفافة لوضعها فوق المحصول بعد مرور أشهر قليلة على زراعته لضمان حمايته من الحشائش وأشعة الشمس التي تزداد رويدا رويدا: «بزرعه في شهر 9 ولما بندخل على الصيف بنبدأ نحميه ونزود المياه عليه، يعنى ممكن عدد المرات اللي يشرب فيها باليوم الواحد توصل لـ30 مرة».
تزرع بين الصفوف الفارغة للفراولة ثمار الثوم، نظرا لأنه يقتل الكثير من أمراض التربة التي قد تؤثر على نمو حبات الفراولة، وبعد حصاده تزرع الذرة التي تكبر بسرعة وتسهم أوراقها في حماية الثمار من أشعة الشمس خلال فصل الصيف: «أول شهرين ممكن الفدان يطلع 100 كيلو، بس لكن بعد كده الكميات بتتضاعف والفدان ممكن يطلع 2 طن وبجمعها كل أسبوعين، وأسعارها السنة دي كويسة وبتغطي تكاليفها».
زراعة الثوم والذرة بين محصول الفراولة
يمكن أن تصل تكلفة الفدان الواحد إلى 80 ألف جنيه، ولكن بعد زراعته والاهتمام به يستطيع تغطية تكلفته وتحقيق ربح من ورائه: «الفراولة عايزة مغامر شاطر يخوض التحدي ويطلع منها كسبان، لأنها بتحتاج مصاريف كتيرة في الأول، وفيه ناس بتخاف علشان ما تخسرش فلوسها»، وفقا لـ«عبدالحميد»، موضحا أن محافظة الإسماعيلية مشهورة بزراعة الفراولة، تليها البحيرة: «أحنا أول ناس بنزل المحصول في السوق».
كما تحتاج الفراولة إلى عمالة كثيرة على مدار أشهر لزراعتها، لجمعها وتنظيف الحشائش من تحتها وزرع شتلاتها: «شغلها متعب، علشان كده يومية العامل بتوصل لـ200 جنيه في اليوم»، إذ يوضح صاحب المزرعة أنه قرر التركيز هذا العام على زراعة الفراولة فقط عكس بعض جيرانه الذين استبدلوها بالبطيخ: «وده اللي رفع سعرها في السوق، وموسمنا السنة دي أحسن من السنين اللي فاتت».