سنوات عديدة عمل خلالها «بدران» في مكتبة محققًا مستوى لائقا بعض الشيء لأسرته، إلا أنه منذ فترة ليست بقصيرة أُصيب ببعض المشكلات الصحية في الصدر جعلت مستوى أدائه في العمل يقل ليضطر إلى ترك العمل بعد أن استشعر الحرج من صاحب المكتبة، ويلجأ إلى مهنة مسح الأحذية ليتمكن من إعالة أسرته المكونة من 6 أفراد.
بدران عبدالحميد، 55 عاما، يجلس على أرصفة أحد الشوارع في حي عابدين بمحافظة القاهرة، خلف صندوق خشبي يحوي أدوات بسيطة مما يستخدمها في عمله، كالفرشاة وبعض علب الورنيش وقماشة صغيرة، جانيًا عن طريقها عدة جنيهات طوال اليوم.
«بدران»: اتحرجت لما لاقيت معاملة صاحب المكتبة تغيَّرت معايا
يحكي «بدران» والذي تعود جذوره إلى محافظة أسيوط، في حديث لـ«»، أنه كان يعمل في إحدى المكتبات، قبل أن يُصاب منذ 10 سنوات بحساسية مُزمنة في الصدر، وتضطره إلى ترك المكتبة واللجوء إلى مسح الأحذية: «بيني وبين نفسي حسيت أن معاملة صاحب المكتبة تغيرت معايا بسبب أن مجهودي ضعف في الشغل».
يعيش «بدران» رفقة أسرته في قسم شبرا بمحافظة القاهرة، مُستأجرًا شقة يدفع لها 200 جنيه إيجارا شهريا، إلى جانب فواتير المياه والكهرباء: «عندي 7 أبناء منهم 2 متجوزين و 5 لأ.. عندي ابني محمود في 3 ثانوي عام مع أنه كبير بس سقط سنتين، وإبراهيم في 3 إعدادي، وعندي سماح 25 سنة اتطلقت من 15 يوم، ودنيا في 3 ثانوي عام، وهَنا في 5 ابتدائي»، هكذا قال «بدران» وأن أبناءه يحتاجون لدروس خصوصية تكبده بمبالغ ثقيلة شهريًا.
16 جنيه مواصلات يوميًا
الساعة الـ 6.5 صباحًا هي موعد بدء «بدران» في عمله بشوارع عابدين، ليستمر بعدها ساعات طويلة رفقة صندوقه الخشبي يبحث عن رزقه هنا وهناك حتى الساعة الـ 8 مساءً ليعود بعدها إلى زوجته وأبنائه: «بدفع كل يوم 16 جنيه مواصلات.. هنا الناس عرفتني وبقى ليا زبايني»، بحسب «بدران»، وأنه من المفترض أن يحصل على تأمين ولكنه لم يتمكن من أخذه: «قالوا لي مش هينفع تاخده غير لما تعدي الـ 65 سنة».
600 جنيه علاجا شهريا
بسبب الحساسية المُزمنة التي يُعاني منها «بدران»، والتي تُرغمه بين الحين والآخر إلى الاستغاثة ببخاخته التي لا تُفارق جيبه، يتكبد شهريًا بما يقرب من 600 جنيه للعلاج: «لما بروح مستشفى وألاقي في علاج ناقص بضطر أجيبه على حسابي وبيكون غير العلاج اللي بجيبه بـ 600 جنيه».