| بدلاً من “الصيني” : فستان الزفاف حلم الشباب للمنافسة عالميا

له طلة بهيّة، ببياضه الممتد، وتطريزه البرّاق، وهيئته التى تبعث البهجة فى نفس كل مَن يلمحه بعينه، فما بالك بصانعيه! «فستان العروسة» مشروع لفريق شبابى بدأ بمشغل صغير، ثم تطور إلى مصنع لعمل فساتين الزفاف، وبالجهد والطموح استطاعوا عمل أول خط إنتاج بمجمّع الصناعات النسيجية بالمحلة، حاملين معهم آمالاً وأفكاراً فى مجال تصنيع وتصدير ملابس الزفاف والسهرة.

تحكى ياسمين محمد متولى، المسئولة عن تصميم الأزياء، بداية المشروع الذى تُعلق عليه أحلاماً كبيرة: «كان لدىّ أنا وزوجى محل فساتين أفراح صغير فى طنطا، أرهقتنا إيجارات المحلات المرتفعة، وفكرنا فى تطوير مشروعنا، وفى يوم قررنا فك فستان زفاف وتركيبه لفهم طبيعته، ومن وقتها بدأت خبراتنا تزداد بالتدريج، وفى غضون عام استطعنا تصنيع فستان بالكامل».

من ورشة صغيرة إلى مصنع لتصنيع فساتين الزفاف، تطور مشروع الزوجين وفريقهم المعاون على مدار 10 سنوات، ولم يقف طموحهم عند تلك النقطة، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بكثير، وفقاً لـ«ياسمين»: «من واقع خبراتنا فى المجال لمسنا أن الإنتاج أكبر بكثير من حجم الاستهلاك، وأغلب العاملين يعتمدون فى تصميم أزيائهم على القماش المطرَّز المستورد من الصين، وبالتالى يكون الإنتاج متشابهاً، وليس به أوجه للتميز، ونادراً ما يتم تصديره للخارج، وهو ما لم نرضه لمشروعنا».

الحصول على توكيل خاص بهم، وعمل أول خط إنتاج لهم، هو ما سعى له الفريق الشبابى مؤخراً، بحسب «ياسمين»، حيث فكروا فى استيراد ماكينة تطريز على أعلى مستوى «12 رأس»، لإنتاج قماش بمواصفات معينة حصرياً، وطرحه فى الأسواق المحلية والخارجية، كبديل للقماش الصينى المنتشر بالأسواق، ولتعزيز فكرة التميز.

«ياسمين» طبيبة صيدلانية، لكنها تركت مجال دراستها منذ 8 سنوات، حباً فى تصميم الأزياء، وإيماناً بمشروعهم الوليد الذى يضم اثنين من المصممين، وحوالى 12 فتاة لتنفيذ التصميمات، وشباباً يتولون مهام النقل والتوزيع، بينما يتولى زوجها «أحمد البنا» النواحى الإدارية، وانتقلوا إلى المجمّع الصناعى فى المحلة فور أن علموا به، ليتوسعوا فى مشروعهم.

حلم التصدير للخارج عززته تصريحات وزير قطاع الأعمال العام بدعوة أصحاب المصانع الصغيرة أو الورش التى تستطيع تصدير منتجاتها لتسجيل بياناتها وبيانات منتجاتها بالصور على منصة إلكترونية، لتسويقها وبيعها لصالحهم، الخبر الذى أثلج صدورهم، وحمل لهم البشرى بقرب تحقيق أحلامهم، حيث أشارت «ياسمين» إلى أن جهاز تنمية المشروعات خاطبهم مؤخراً لتمويل مشروعهم، وكانت ثمار التعاون أول خط إنتاج فى المجمّع الصناعى بالمحلة لمشروع فساتين الزفاف.