منذ تخرجه في كلية التجارة قبل أكثر من 10 سنوات، لم تستهويه الوظيفة الحكومية الثابتة، فدشن مشروعا خاصا به يمارس فيه هوايته بعيدا عن الأرقام والمحاسبة التي درسها فترة الجامعة، اتجه للرسم الذي يهواه وشاركته فيه زوجته بعدها، كلاهما أحب الفن والرسم فأبدعا في إخراج منتج جديد لم يعرفه السوق المحلي من قبل، «دايما بتقابلنا مشكلة الخامات المستوردة سعرها بيغلى أو بتكون مش متوفرة فكرنا نعمل خامات محلية الصنع»، حسب ما يقول محمد محي الدين، في بداية حديثه لـ«» عن أول خط إنتاج مصري لتصنيع الالإكريليك للفنانين وطلاب الفنون الجميلة.
ارتفاع سعر خامات الرسم وندرتها وراء المشروع
عشر سنوات كاملة قضاها الشاب البالغ من العمر 37 عاما، وزوجته رفيقة رحلته وشريكته في«الأتيليه» الخاص به، في سعي دائم لنجاح عملهما وتوفير خامات العمل بجودة عالية، «سعر الخامات بيغلى ومن هنا بدأت أقرأ وأدرس في تكوينات الخامات ومحاولات بدون يأس، كان هدفي الأول أوفر الخامة لشغلي بنفس الخامة اللي بشتريها مستوردة»، وبعد محاولة تلو الآخرى، خرج المنتج الخاص به إلى النور في عام 2013، «عملت أول خامة قريبة بنسبة كبيرة من الخامات المستوردة وبدأت استخدمها في شغلي في الرسم والزخرفة».
أول خط إنتاج مصري لتصنيع الالإكريليك للفنانين وطلاب الفنون الجميلة
قادته الصدفة ذات يوم إلى صاحب متجر لبيع منتجات الفنون، أعجب بالفكرة وشجعه على دعمها ونقلها من إطار الاستخدام الشخصي له إلى البيع والتوزيع في السوق المصري للطلاب ومحبي الرسم، وبحسب وصفه «من هنا بدأت الفكرة تتحول لمنتج مصري ينافس المستورد».
عقبات عدة واجهت «محمد» وزوجته في بداية تحويل الإكريليك الخاصة بهما إلى منتج متداول في السوق المحلي، أولها عدم توفير مكان للتعبئة، «ميأستش خالص مشيت رسمي وعملت ورق المشروع بالكامل وسجلت العلامة التجارية الخاصة بيه باسم (OR BiO)»، ومنذ عام 2015 بدأ تداوله وبيع في السوق المحلي، «أجريت تعديلات كتير عليه وقعدت مع دكاترة في فنون جميلة عشان أطور المنتج وينافس المستورد».
يوم تلو الآخر حتى ذاع صيت المنتج بمرور الأيام بين طلاب الفنون الجميلة، وزاد الطلب عليه بعد ارتفاع أسعار خامات المستورد ارتفاعا جنونيا «ابتدي الطالب والفنان يبحث عن بديل وابتدي يتجرأ ويجرب المنتجات التانية وكانت النتيجة مرضية للعميل» حسب تعبيره.