رفضت الاستسلام لظروف الحياة، فكرت كثيرا فيما ستفعله كي تساعد أسرتها وتنفق على نفسها، لتقرر «بسنت» ذات الـ19 عامًا استغلال موهبتها في صنع الحلوى وتبيعها للمارة في الشارع، ورويدا رويدا ذاع صيتها في الإسكندرية، لتصبح الفتاة أشهر بائعة حلويات متجولة رغم سنها الصغير.
بسنت محمد، 19 سنة، طالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، تتجه إلى كليتها صباحا، ثم تعود إلى منزلها في منطقة محرم بك، حاملة على ظهرها حقيبة بها الحلويات التي صنعتها من الليلة الماضية، وتقف لتبيعها إلى المارة: «قررت أعمل حلويات وأنزل أبيعها علشان أعرف أصرف على البيت وأكمل تعليمي»، بحسب حديث الفتاة لـ«».
الطالبة الجامعية تبيع الحلويات البيتي في الشارع
بابتسامة هادئة ووجه بشوش، تقف «بسنت» في شارع محمد نجيب بالإسكندرية وهي تبيع الحلويات التي صنعتها وهي راضية تماما بقدرها: «في الأول أهلي خافوا عليا لكن شجعوني على تحقيق حلمي، ونزلت والناس استقبلتني كويس وبدأت رحلتي في بيع الحلويات لأني بحب المطبخ جدا».
«بسنت»: نفسي في محل علشان الزبائن تلاقي اللي عايزاه
في كل يوم بعد عودتها من الجامعة، تذهب «بسنت» إلى المطبخ وتُبدع في ابتكار أصناف الحلويات المختلفة وعقلها مشغول بأمرين، وهما الإنفاق على نفسها ودراستها ومساعدة أسرتها في المعيشة ورد الجميل إلى والديها، ولا تهتم كثيرا بعدد الساعات التي تقف فيها في المطبخ أو في الشارع لبيع بضاعتها، فهي تكره الاستسلام إلى الظروف بطبيعتها وتؤمن بأن السعي شرطا أساسيا لجني الرزق.
تحلم الطالبة الجامعية في تكبير مشروعها وأن يتحول إلى محل خاص بالمخبوزات بنوعيها سواء الحلو أو الحادق: «أنا بروح الجامعة الصبح وبنزل الشغل بعد الظهر، ونفسي أكبر مشروعي وأخليه محل علشان أضمن لنفسي مكان ثابت وأحافظ على جودة الأكل وكمان الزبائن تلاقي اللي نفسها فيه».