بقدرة بصرية لا تتجاوز 5% من الحد الطبيعي للنظر، وإعاقة بصرية تامة عند تعرضه إلى أشعة الشمس، وبشرة لا تتحمل التعرض إلى درجة الحرارة القاسية، تغلب الشاب العشريني على كل هذه العقبات، التي تمنعه من تحقيق أحلامه، وتمكن من التفوق في دراسته وحصوله على المركز الأول على كلية آداب قسم الآثار، شعبة الآثار المصرية بجامعة دمنهور، ولكن بعد تخرجه اكتشف الشاب أنه لا يمكنه العمل بمجاله، الذي بات يخطط لمستقبله في هذا المجال.
معاناة بشوي مع المرض والتنمر
بشوي عاطف، شاب عشريني من مركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، مريض مهق وهو عبارة عن انعدام صبغة الميلانين، فيصبح الجسم عديم اللون، وتعرضه لحرارة الشمس يصيبه بسرطان الجلد، كما أنه مصاب بضعف شديد في النظر، بسبب ضمور الشبكية الجزئي، وانعدام صبغة العين، ما أدى إلى ضعف حاد في الرؤية 3/60، كل هذه العوائق كادت أن تقضي على طموح الشاب، الذي صمد أمام هذه العقبات وغيَّرها، وتعرض الشاب للتنمر المستمر من زملائه «كانوا بيتنمروا عليا لدرجة كنت بترمي بالحجارة وأنا صغير».
تحدي بشوي للإعاقة
إعاقة «بشوي» البصرية تسببت له في كثير من المتاعب، منذ التحاقه بالمدرسة لم يتمكن من التركيز في الحصص الدراسية، بسبب عجزه كان يعتمد على السمع فقط، ويعاونه أحد أصدقائه على كتابة الدروس المدرسية، «مبشوفش السبورة وكان هشام خطاب صاحبي هو اللي بيكتب لي الواجب والدروس»، واستمرت معاناته طوال المراحل التعليم الأساسي، ما أثر على مستواه الدراسي، حتى انتقل إلى المرحلة الجامعية، وهنا قرر التفوق في الجامعة على أمل التعيين بالجامعة «اخترت مجال بيعتمد على النظر والشغل في الشمس فكنت بسعى للتعيين في الجامعة من أول يوم».
محاولة بشوي في البحث عن عمل
بالفعل تفوق «بشوي» في المرحلة الجامعية، وحصل على المركز الأول تراكمي على شعبة الآثار المصرية بكلية الآداب جامعة دمنهور، ولكن لم يتم تعيينه بالجامعة، وفقا للخطة الخمسية، وبسبب احتياج الشاب للعمل لمساعدة والدته في الإنفاق على أشقائه بعد وفاة والده، بحكم أنه الولد الأكبر ويصبح عائل أسرته بعد وفاة والده، تمكن الشاب من العمل بإحدى شركات المأكولات في استقبال طلبات الزبائن، ولكن بعد عرضه على الكشف الطبي تم رفضه، بسبب المشكلات التي قد تعرض لها أثناء جلوسه أمام الحاسوب.
بشوي يناشد وزارتي الآثار والتعليم العالي
يناشد «بشوي» من خلال «» وزارتي الآثار والتعليم العالي، أن يتم تعيينه بشكل استثنائي داخل جامعة دمنهور، أو العمل داخل أحد المتاحف المصرية، نظرًا لظروفه الخاصة وعدم قدرته على العمل تحت أشعة الشمس «مش محتاج أي مساعدات أنا بس عايز شغل».