يسعى الإنسان لمعرفة العديد من الأمور الخفية عن الكون والفضاء الخارجي، عبر رحلات فضائية خارج حدود كوكب الأرض، لاكتشاف الكواكب والقمر والشمس، واليوم، بدأت الهند رحلاتها لاستكشاف الفضاء بإطلاق مركبة فضائية «مسبار» الهدف منه دراسة الشمس، وذلك بعد أسبوع من نجاحها في إنزال مركبة غير مأهولة عند القطب الجنوبي للقمر.
المركبة الهندية اسمها «أديتيا – أل 1»، وتستمر الرحلة لمدة 4 أشهر، إلى أن تبلغ مسافة 1.5 ميلون كيلو، وتحمل المركبة معدات لدراسة الطبقات الخارجية للشمس، وهي المركبة الهندية الأولى.
لماذا لا تنصهر المركبة الفضائية؟
مركبة الهند الجديدة ستسافر إلى الشمس، والسؤال المحير.. هو لماذا لا تنصهر المركبات رغم أشعة الشمس الحارقة التي لا يتحملها أي جسم.
وسبق لمسبار باركر الفضائي، الذي أطلق منذ سنوات، أن يلمس الشمس كأول مركبة فضائية، وجمع بيانات حيوية عن الغلاف الجوي العلوي للشمس والرياح الشمسية، لكن كيف للمركبة أن تقترب من الشمس دون أن تنصهر؟.
تصميم المركبة بطريقة مقاومة للظروف الشديدة
يتم تصميم المركبة بطريقة معينة لمقاومة الظروف الشديدة ودرجات الحرارة العالية، حيث تزود المركبة بدرع حراري، ونظام تحكم ذاتي يساعد على حماية المركبة من انبعاثات ضوء الشمس، وبحسب ما نشرته وكالة ناسا الفضائية، هناك سر وراء عدم انصهار المركبة الفضائية، وهو الفرق بين الحرارة «Heat»، ودرجة الحرارة «Temperature»، فلا يمكن ربط درجة الحرارة العالية بسخونة الجسم دائمًا.
درجة الحرارة هي مقياس لسرعة الجسيمات المتحركة
في الفضاء، تصل الحرارة إلى آلاف الدرجات، لكن لا تصل درجة حرارة الجسم المعرض لها إلى ذلك الرقم، فدرجة الحرارة هي مقياس سرعة الجسيمات المتحركة، والجسيمات التي تتحرك بسرعة عالية إذا كان عددها قليل فلن تنقل طاقة عالية، وأغلب الفضاء الخارجي فارغ، لذا يوجد عدد قليل من الجسيمات التي تنقل الطاقة إلى المركبة.
بالإضافة لذلك، فإن منطقة الهالة التي تحلق خلالها المركبة الفضائية، تتمتع بدرجة حرارة عالية، لكنها تتميز بكثافة منخفضة، وهو الفرق بين وضع يدك في فرن حار دون لمس سطحه، ووضعها في ماء مغلي.