الذكاء الاصطناعي
«قريبا سننتج أول حملة دعائية كاملة بواسطة الذكاء الاصطناعي في بضع ساعات بدلا من أسابيع» نص إعلاني لأكبر وكالات الدعاية في العالم «دبليو بي بي» أثار مخاوف شديدة لدى قطاع التسويق العالمي، إذ يجرى على غراره إلغاء نحو 30.5 مليون عامل في مجال التسويق، بحسب تقرير صادر عن شركة الأبحاث Statista.
عدد العاملين في مجال التسويق بالولايات المتحدة يتجاوز 6 ملايين شخص
ويوجد أكبر عدد من العاملين في مجال التسويق في الولايات المتحدة، حيث يقدر عددهم بـ 6.2 مليون شخص، ويليها الصين، حيث يبلغ عدد العاملين في مجال التسويق 4.5 مليون شخص، وتأتي الهند في المرتبة الثالثة، حيث يبلغ عدد العاملين في مجال التسويق 3.3 مليون شخص.
ورغم أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق في مراحله الأولى، لكن من الواضح أن هذه التكنولوجيا لديها القدرة على حدوث ثورة في الطريقة التي يتصل بها المسوقون ويتفاعلون مع العملاء.
وذكر تقرير لمنصة رواد رجال الأعمال الدولية أن الذكاء الاصطناعي يغير بسرعة الطريقة التي تقوم بها الشركات بتسويق منتجاتها وخدماتها، موضحا أنه في الماضي كان المسوقون يعتمدون على الأساليب التقليدية مثل الاستطلاعات ومجموعات التركيز لفهم عملائهم، أما الآن يجرى تزويد المسوقين بفهم أعمق بكثير لسلوك العملاء.
الطرق التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي في التسويق
وعن أهم الطرق التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي في التسويق هي تخصيص تجربة العملاء، واتباع سلوك العملاء عبر قنوات مختلفة مثل مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المحمولة، بالإضافة إلى إنشاء توصيات شخصية للمنتجات والخدمات، بحسب تقرير المنصة.
وعلى سبيل المثال، يمكن لمحرك التوصيات الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي اقتراح منتجات على عميل بناءً على مشترياته السابقة واهتماماته وسجل التصفح الخاص به، ويمكن أن يساعد هذا النوع من التخصيص في زيادة تفاعل العملاء وزيادة المبيعات.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أشارت منصة رواد الأعمال إلى أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات وأنماط الأنماط التي سيكون من الصعب اكتشافها باستخدام الأساليب التقليدية، ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات أفضل بشأن حملات التسويق.
العالم يشهد عصرا مثيرا من الابتكارات والتطبيقات الجديدة
ومن جهته، قال خضر غليون، خبير دولي متخصص في الذكاء الاصطناعي في تصريحات خاصة لـ«»، إن العالم يشهد عصرا مثيرا من الابتكارات والتطبيقات الجديدة، ولطالما اعتمد مجال الإعلانات على التكنولوجيا الحديثة، فالشركات دائما تبحث عن أفضل السبل لجذب المستهلكين.
وأضاف قائلا: «لقد دخلنا عصرا جديدا من الإبداع والابتكار في مجال الإعلانات، حيث بات بإمكان الذكاء الاصطناعي توليد إعلانات بشكل كامل ودون مساعدة بشرية، ومنذ سنوات كان الإعلان الناجح يتطلب فريقا كبيرا من المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين وفنيي الجرافيك أما اليوم، فقد أصبح بالإمكان استبدال كل هؤلاء ببرنامج ذكاء اصطناعي واحد!فمن خلال تحليل البيانات ودراسة العوامل النفسية والاجتماعية».
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على تحديد العناصر التي تجذب انتباه الجمهور المستهدف، ثم تصميم الشخصيات وكتابة الحوارات وإخراج الإعلان بشكل احترافي، وشهدنا بالفعل الكثير من الحملات الإعلانية الناجحة التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أنه من المنتظر أن تزداد هذه الظاهرة وتصبح المعيار السائد في المستقبل القريب، لكن هل سيؤدي ذلك إلى اختفاء مهنة الإعلان بالكامل؟ فالبعض يتوقع أن الذكاء الاصطناعي سيكتسح المجال ويحل محل البشر، ولكن آخرين يرون أن للعنصر البشري لمسات إبداعية لا يمكن استبدالها تماما بالآلة.
وأضاف أنه من المرجح أن تتجه العديد من الشركات نحو استخدام هذه التقنية خاصةً مع تطورها المستمر، فالذكاء الاصطناعي يمكنه مراجعة البيانات لفهم أفضل العناصر التي تجذب المستهلكين، ومن ثم إنتاج إعلانات مصممة خصيصا لجذب انتباههم، ومازال هناك تحديات أمام اعتماد هذه التقنية على نطاق واسع، مثل التكلفة العالية ومخاوف تتعلق بالخصوصية، وأخيرا أعتقد أنه مع مرور الوقت، ستثبت فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلانات، وستتبناه المزيد من الشركات.