تجرد قلبه من الرحمة والإنسانية، ليرمي زوجته التي تحمل في أحشائها جنينا لا يعرف سوى أن والده لا يرغب في مجيئه إلى الدنيا، فيما تكافح والدته في الشوارع من أجل البقاء على قيد الحياة. لم ترغب «هناء» في أن يصل الأمر إلى ذلك الوضع بعد خلافات زوجية حادة ومتكررة، ولكنها لم تتخيل أن زوجها سيطردها في هذا الوضع الصحي السيئ لتعيش مشردة في شوارع القاهرة.
تحكي هناء مصطفى محمد ذات الـ40 عامًا لـ«»، أنها متزوجة وتعيش في مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وأن زوجها طردها بعد خلافات زوجية حادة، لتعيش مشردة في شارع بمنطقة قصر العيني بالقاهرة، وهي حامل في الشهر التاسع: «أنا عندي 40 سنة، ومخلفة بنت تانية عندها 7 سنوات، جوزي طردني وخد بنتي مني ووداها مدرسة داخلي، وبقالي في الشارع 10 أيام، وظروفي صعبة جدًا، ومش قادرة اتحمل البرد ونفسي أولد في أي مستشفى».
هناء: حامل في الشهر التاسع وجوزي طردني منذ 10 أيام
بين البرد والأمطار وخوفها على جنينها، عاشت «هناء» مشردة في الشارع ولا ترجو سوى أن يعطف عليها أحد ويرحمها بالولادة في أي مستشفى، ليستجيب لها أحد المتطوعين ويدعى «محمد» وينقلها بسيارته الخاصة إلى مستشفى المنيرة: «أنا حد قالي إن فيه سيدة مشردة وعلى وشك الولادة ومعهاش حق الكشف ولا لبس ولا أكل، جبنا لها فلوس وأكل وبطاطين وتكفلنا بحالتها في المستشفى، وكان وضعها الصحي وحش جدًا، فجيت بسرعة علشان أسعفها».
وزارة التضامن الاجتماعي تستجيب لـ«»
يروي «محمد» أن حالة السيدة صعبة للغاية، وكل ما تريده هو العناية بها لحين الولادة وما بعد الولادة لفترة قصيرة حتى تعافيها: «أنا عرفت أن زوجها تخلى عنها وإنها محتاجة تولد في مستشفى، واستقبلنا سكرتير عام المستشفى، وأسعف الحالة سريعًا، وأبلغنا إنها تيجي بعد 4 أيام، وأنا بساعد لوجه الله مش عايز حاجة».
وفي استجابة سريعة لـ«»، تكفلت وزارة التضامن الاجتماعي بحالة الحامل المشردة، تمهيدًا لنقلها إلى دار للرعاية، ومتابعة حالتها الاجتماعية والصحية كاملة، وعودتها إلى المستشفى بعد أربعة أيام.
وكشف «خالد» أحد أهالي المنطقة، عن أنه اعتبر السيدة المشردة كأحد بناته، وعرض عليها الذهاب إلى منزله والعناية بها بعد مكوثها في الشارع لثلاثة أسابيع على حد قوله، ولكنها رفضت، ليتم نقلها بواسطة الأتوبيس التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لسكن جديد كي تعيش حياة كريمة.