| بعد السجن.. «محمد» تعلم الحلاقة لكسب رزقه بالحلال: «نفسي في صالون»

مشاجرة عادية في الشارع كانت سببًا في دخوله السجن، والحكم عليه بـ4 سنوات، قضى منها 3 وخرج «حسن سير وسلوك»، وخلال هذه السنوات ترك أسرته وأطفاله، حتى أنه لم يستطع حضور جنازة والده، الذي توفي خلال فترة حبسه، وبعد انتهاء فترة عقوبته، وجد جميع الأبواب مغلقة في وجهه، لكنه لم يستسلم، وظل يبحث عن تغيير حقيقي في حياته ومهنة شريفة، ينفق منها بالحلال على أسرته، وبعد تفكير استقر على مهنة الحلاقة التي غيرت حياته تماما.

أبواب الرزق أغلقت في وجه «محمد» بعد الخروج من السجن

بعد 3 سنوات من الحبس، خرج محمد عبد المنعم، من السجن وعمره 30 عامًا، بعد قضاء مدة عقوبته على أثر مشاجرة مع آخرين، إلا أنه تعلم الدرس جيدًا، ورفض العودة لحياته السابقة، حسبما ذكر في حديثه مع «»، خاصة وأن الجميع أصبح يخشى التعامل معه ويتهرب منه، حتى أن جميع أبواب الرزق أغلقت في وجهه: «مفيش حد عايز يشغل رد سجون».

«الحلاقة» طريق جديد لـ«محمد» للعيش بالحلال

وعلى الرغم من تجنب الآخرين له، إلا أن «محمد» عزم على عدم العودة إلى حياته السابقة، وأراد أن يكون إنسانًا جديدًا، ويتعلم حرفة جديدة «ياكل منها عيش»، لافتًا إلى أنه خلال بحثه على مواقع التواصل الاجتماعي وجد إعلانًا لأكاديمية تعليم فن تصفيف الشعر، التابعة لإحدى الجمعيات المٌشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي، وهو ما تحمس له لبدء حياة جديدة.

دعم الزوجة كان سببا في حياة محمد الجديدة

وفي يومه الأول للتقديم في الأكاديمية، تواجدت زوجة «محمد» معه دعمًا له، ولم يتردد مسؤولو المكان في إعطائه الفرصة لتعلم الحرفة، وبدأ بالفعل في الدخول بالمراحل الأولى بالدورة التدريبية، واشترى معداته الخاصة «ماكينة حلاقة، مشط ومقص»، ليبدأ رحلة جديدة في حياته تحت عنوان «الحلال».

وفاة والده وكبر أطفاله ضمن أسباب تغيير حياة «محمد»

مواقف عديدة وصعبة أثرت في حياة الشاب الثلاثيني، جعلته يرغب في عيش حياة أفضل، أولها وفاة والدة وهو داخل السجن: «معرفتش أحضر دفنته ولا آخد عزاه»، فضلا عن كبر أطفاله دون أن يتواجد بجانبهم، لافتًا إلى أنه قبل دخوله السجن لم يكن يتقبله أحد، إلا أنه الآن شعر باختلاف التعامل معه في منطقته بعزبة النخل، خاصة بعدما شاهد الجميع التغير الذي طرأ عليه: «دلوقتي فرحانين بيا وواقفين جنبي».

رسالة «محمد» للشباب

ووجه «محمد» رسالة للشباب من خلال تجربته الخاصة، مضمونها: «بلاش ترجع للغلط تاني.. الصح والحلال مفيش أحسن منهم»، مناشدًا الشباب بتعلم حرفة أو صنعة يكسبون منها رزقهم دون الانتظار والشكوى بأنه لا توجد فرص للعمل، متمنيًا أن يكون له «صالون حلاقة» خاصة به، إلا أن ظروفه لا تسمح بتكاليفه حتى الآن: «نفسي حد يساعدني»، مختتمًا: «بقول لأهلي سامحوني على اللي فات واللي جاي أحسن».