بدون مقدمات وجد «مختار» نفسه مسؤولا عن توفير كل متطلبات الحياة التي يحتاجها هو وشقيقيه الصغيرين، حينما انفصل والده عن والدته وهو في عمر الـ10 سنوات فقط، ليجد نفسه مجبرا على العمل والشقاء إلى جانب دراسته، حتى يوفر مصاريف الحياة والمدارس له ولشقيقيه الصغيرين، حتى لو تسبب هذا العمل في عدم قدرته على تحقيق المجموع الذي كان يأمل به في الثانوية العامة، وتضحيته بحلم كلية الهندسة الذي عاش به أكثر من 10 سنوات منذ أن عرف طريق المدارس والتعليم.
مختار أحمد، يبلغ من العمر حاليا 18 عاما، وطالب ثانوية عامة، ويعمل «شيف سندوتشات» منذ سنوات طويلة، بمطعم سندوتشات صغير بجوار محطة مترو كلية الزراعة، ومن قبلها عمل لفترة ليست بالقصيرة أيضا بإحدى ورش الميكانيكا، فور انفصال أبيه عن والدته، حسبما يروي الطالب.
ويقول «مختار» في حديثه مع «»: «فجأة لقيت نفسي عيل عنده 10 سنين، ومسؤول عن مصاريفي أنا وأخواتي الاتنين ومصاريف المدرسة، وكان لازم اشتغل أنا، أخواتي كانوا صغيرين أوي وأكيد مش هسيبهم من غير مصاريف».
حلم «مختار» بالالتحاق بكلية الهندسة من الطفولة
واعتاد صاحب الـ 18 عاما من حينها على الشقاء، دون كلل أو ملل، حتى وصل إلى الصف الثالث الثانوي ووجد نفسه مجبرا على اختيار طريق بين اثنين إما يترك عمله ويتفرغ لدراسته حتى يحقق حلمه منذ الطفول بالالتحاق بكلية هندسة، وبالتالي يترك شقيقيه بدون عائل لهم، أو يستمر بالعمل ويحاول ويرى ما ستؤول إليه الأمور في النهاية.
شهر واحد فقط كان كافيا ليعرف «مختار» صعوبة الجمع بين الدراسة والعمل
ويضيف «مختار»: «شهر واحد بس في الدراسة وعرفت إني كدا بضحك على نفسي، أنا بشتغل طول اليوم لحد 1 بالليل هذاكر جمب ده إزاي، فحولت من علمي لأدبي، وقلت أي كلية والسلام مصاريف أخواتي أهم من حلمي».
مختار حول من علمي إلى أدبي بعدما أيقن صعوبة المذاكرة إلى جانب عمله
وبالفعل حول الطالب إلى الشعبة الأدبية وخاض امتحانات الثانوية العامة هذا العام بخلاف مادة واحدة يخضع لامتحانها خلال تلك الأيام، بعدما تعثر دخول امتحان الدور الأول بتلك المادة، حسبما يوضح «مختار»، متابعا: «أنا أه تقريبا حلمي ضاع، بس راضي عن اللي عملته وإني كنت راجل مع أخواتي».