حيرة وتحذيرات بالعديد من دول العالم من تزايد ارتفاع درجات العالم لمقاييس غير مسبوقة، لتسجل دول أوروبية مقاييس لم تحدث منذ عقود، كما انتشرت بالآونة الأخيرة حرائق الغابات والفيضانات الناجمة عن ذوبان الجليد بالقطب الشمالي، وهو ما يعد جرس إنذار للعالم لضرورة التعامل مع التغيرات المناخية بصورة سريعة وأكثر جدية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات غير مسبوقة، تطرح العديد من التساؤلات عن تأثير هذا الارتفاع على صحة الإنسان، خاصة مع الإعلان عن حدوث عدد من الوفيات بعدد من دول العالم كاليونان وإيطاليا وإسبانيا وكوريا الجنوبية نتيجة إصابات لها علاقة بارتفاع درجات الحرارة.
ومن جانبه أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه من الشائع أن درجة الحرارة القصوى التي يمكن للإنسان أن يعيش فيها هي 42.3 درجة مئوية، غير أن معظم الأضرار التي لا رجعة فيها تبدأ مع وصول درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، إذ تبدأ بروتينيات الخلايا في التخثر، ويمكن أن تؤدي الزيادة بنحو 7 درجات إلى الغيبوبة.
وفاة احد المتسابقين بمسابقة للسونا في فنلندا
وأشار «بدران» في حديثه لـ«»، إلى أن العديد من التحذيرات التي تم إطلاقها كانت بعد إلغاء مسابقة الساونا العالمية بعد وفاة أحد المتنافسين عام 2010، وهو العام الثاني عشر والأخير من بطولة العالم للساونا في فنلندا، إذ انهار أحد المنافسين بعد ست دقائق في ساونا 110 درجة مئوية، وتوفي في المستشفى، لافتًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة تفسد البروتينات وتسبب تلفًا لا يمكن إصلاحه للدماغ.
الإنسان لديه القدرة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة
ولفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن الأمر الجيد هو أن البشر من الثدييات ذوات الدم الحار، وهذا يعني أنهم محميون بآلية طبيعية تمكنهم من التكيف مع الحرارة المرتفعة، وهي عملية يقوم من خلالها المخ بتنظيم درجة حرارة الجسم لإبقائه على قيد الحياة عن طريق توسع الأوعية الدموية والتعرق والتنفس، خاصة مع الخروج في الأماكن المفتوحة للحصول على الهواء النقي مما ينظم درجة حرارة جسم الإنسان خلال الموجة الحارة.
العلاج الصحيح يقلل من فرص الوفاة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة
وبحسب دراسة حديثة كشفت أن أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا ماتوا في عام 2022 بسبب الحرارة الشديدة الصيف الماضي، إذ أنه يمكن أن تؤدي الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة إلى الوفاة عندما لا يتم علاجها بشكل صحيح، وفقًأ لـ«بدران»، مشيرًا إلى أن كبار السن لديهم قدرة أقل في التكيف مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة مقارنة بالشباب.