قطع آلاف الكيلومترات بدراجته، بداية من مدينة بسيون بالغربية وحتى المملكة العربية السعودية، ليحقق الشاب الثلاثيني «محمد» حلمه، إذ وصل أخيرا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، بعد رحلة مليئة بالمغامرات والتحديات، إلا أن فرحة الوصول أنسته طول المسافات.
الرحالة «محمد» يصل بدراجته مكة بعد 32 يوما
وفي اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدم الرحالة محمد المصري، أرض الحرم المكي، نسى تعب السفر والسهر لعدة أيام متواصلة، ليتمكن من الوصول في موعده، إذ استغرقت الرحلة ما يقرب من نحو 32 يوما، وكان رفيقه الوحيد هو دراجته، بحسب حديثه لـ«»: «وصلت المدينة المنورة الأول وخدت جولة فيها، وزرت قبر الرسول، وبعدين اتحركت لمكة المكرمة، وفي لحظة وصولي لأداء العمرة نسيت التعب كله، وكان إحساسي بالسعادة لا يوصف».
وتعرض «محمد» للكثير من التحديات خلال سفره من مصر إلى السعودية، إذ كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا، ولم يكن هناك خدمات ببعض الأماكن، وأصيبت قدميه ببعض الجروح: «رجلي كانت مصابة بشدة بسبب درجة الحرارة والتبديل على العجلة لمدة 32 يوم، وأكل من غير انتظام، بجانب قلة ساعات النوم ولكن كان في مصريين على التريلات قدموا ليا الدعم من أكل وشرب طول الطريق، وكنت بنام في أغلب الأيام على المحطات أو داخل المسجد».
استقبال فريق «دراجو جدة» لمحمد المصري
وفور وصول «المصري» إلى أرض السعودية، استقبله مجموعة من فريق «دراجو جدة» بشكل رسمي من قبل وزارة الشباب والاتحاد السعودي للدراجات: «قبل دخولي المدينة نزلت جدة، واللي فيها أكبر فريق دراجات في السعودية، واللي يتخطى عددهم أكتر من 3000 شخص، ولقيت جزء كبير جدا منهم في استقبالي».
«محمد» يتبرع بثمن دراجته لأهل فلسطين
لم يتوقف ابن محافظة الغربية عند هذا الحد، إذ قرر أن يعرض دراجته التي سافر بها لأداء مناسك العمرة للبيع، واهبًا أي مبلغ سيأتي منها إلى أهل فلسطين مساعدة بسيطة منه لأخوته في غزة، الذين يتعرضوا بشكل مستمر للعنف والعدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما ذكره لـ«»: «الحمد الله تمت رحلتي بنجاح، وأعلنت عن بيع الدراجة اللي سافرت بيها في 32 يوم، بعدد 2109 كيلومترات، وعدد ساعات القيادة 254 ساعة، عشان كدة قرت إن العجلة تتباع وأعلى سعر ليها هيروح لصالح بنك الطعام المصري لدعم إخواتنا وأهالينا في فلسطين».