مدينة دير البلح
انتهت الهُدنة وتجددت أعمال القصف والاعتداءات الغاشمة في حق الشعب الفلسطيني، لتدخل الحرب على فلسطين في شهرها الثالث من عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي، كان آخرها شنّ جيش الاحتلال عدة غارات استهدفت مدينة دير البلح وأسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
معلومات عن مدينة «دير البلح»
وبحسب مركز المعلومات التابع لوكالة «وفا» الفلسطينية، عرفت مدينة دير البلح في البداية باسم «الداروم» ثم «الدارون»، فتحها عمرو بن العاص عام 13 هجريا، وأطلق عليها «دير البلح» نسبة إلى الدير الذي أقامه القدّيس هيلاريون وانتشر حوله النخيل، وخلال الحروب الصليبية كانت «دير البلح» إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وأقيم فيها قلعة لها أربعة أبراج للدفاع عنها بواسطة عموري ملك القدس الصليبي.
تبعد مدينة «دير البلح» حوالي عشرة كيلو مترات عن شمال مدينة خانيونس، وحوالي 16 كيلو مترًا جنوب مدينة غزة، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقبل عام 1948 كان يمر بالمدينة خط السكك الحديدية القديم الذي يصل بين مدينة حيفا ومدينة رفح.
مرّت مدينة «دير البلح» بعدد من الفتوحات والمعارك، ففي عام 1170 حاول القائد صلاح الدين الأيوبي دخولها إلى أنّ الأمر استعصى عليه، ولكنه نجح بمساعدة الجيوش في الدخول إلى المدينة عام 1177، لتكون أول مدينة فلسطينية جرى تحريرها من الصليبيين، لتصبح في عهد المماليك محطة للبريد بين مصر وغزة.
كان عام 1967 شاهدًا على وقوع مدينة دير البلح في أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتوقف خط السكك الحديدية إبان احتلال قطاع غزة عام 1967، بالإضافة إلى اقتلاع القضبان الحديدية والأخشاب، واحتلت مكانها العديد من العقارات والبيوت السكنية.
أهم المعالم السياحية والتاريخة في دير البلح
وبحسب الوكالة الفلسطينية، تتمثل أهم المعالم السياحية والتاريخة في مدينة «دير البلح» في الآتي:
تلة أم عامر
وتقع تلة أم عامر في منطقة الجنوب من معسكر النصيرات، وهي عبارة عن تلة أثرية، جرى العثور بداخلها على أرضية فسيفسائية ملونة تعود إلى العصر البيزنطي.
مقام الخضر
مقام الخضر هو أحد المباني الأثرية القديمة الذي يقع في وسط مدينة دير البلح، ويُنسب المقام إلى القديس هيلاريون أو «هيلاريوس» الذي يتواجد الدير الخاص به أسفل المقام، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي.
تل الرقيش
ويقع تل الرقيض على ساحل دير البلح مباشر، جرى العثور عن مستعمرة فينيقية كبيرة أثناء عمليات التنقيب على التل، بالإضافة إلى العثور على مقبرة ذات طابع فينقي لدفن رماد الجثث المحروقة التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي المتأخر وللفترة الفارسية.
مقبرة دير البلح
وهذه المقبرة تشتهر بمجموعة من التوابيت التي جرى صناعتها على شكل إنسان، وتنتمي إلى العصر البرونزي المتأخر والمنسوب إلى ما يسمى بملوك الفلسطينيين، في حين يعود تاريخ المقبرة نفسها إلى الفترة ما بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد و1200 قبل الميلاد.
جامع الخضر والدير الصليبي
وعلى بعد 200 من جنوب مركز «دير البلح» يقع جامع الخضر والدير الصليبي، إذ يشير خطة المبنى والعناقيد المصلبة به إلى فن العمارة الصليبي، وهو ما تؤكده أيضًا النقوش اليونانية والتيجان الكورنثية والأعمدة الرخامية، ويُنسب اسم المسجد إلى القديس جورجس، وتعني الخضر باللغة العربية، وقد يكون هذا هو اسم الدير أيضًا.