بعد غياب 40 عاما، قرر المتفوقون في الثانوية العامة بمدرسة صلاح سالم بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، أن يتجمعوا ويحتفلوا بتورتة التفوق دفعة 80، بعدما تركوا بعضهم في أوج شبابهم، كانت قصات الشعر على الموضة والملابس تواكب مرحلة الثمانينات، قوتهم تظهر في ريعان الشباب، عادوا مرة أخرى والشعر الأبيض يُزين رؤوسهم ولحاهم، المسؤولية تظهر على وجهوهم، ووقار التقدم في السن ينعكس من ابتساماتهم، إلا أنهم صورهم التي التقطوها تعكس مدى الحيوية والسعادة بلقائهم مرة أخرى.
«تورتة ثانوي عام دفعة 80، وحلوى وحاجة ساقعة»، بهذه الأشياء احتفل أوائل الثانوي العام دفعة 1980، بلقائهم مرة أخرى بعد غياب 40 عاما، وتجمعوا بمكتب أحدهم خلال أيام عيد الأضحى، ليستعيدوا ذكريات الشباب مرة أخرى، علمًا أن جميعهم بلغوا سن «المعاش»، ومنهم مُعلمين وأطباء ومهندسين ورجال أعمال، فرقتهم ضغوط الحياة وجمعهم الحب والود والعشرة الطيبة.
أسامة السباعي، مُعلم أول ثانوي عام بالمعاش، يقول لـ«ا»: «مر 40 عاما على صداقة العمر، طفولة وصبا وشباب، وتجمع بالشارع والمدرسة والكشافة والجامعة والحي، ثم نلتقي ونرى بعضنا البعض وقد رسمت السنين على الوجوه الكثير والكثير، رغم ذلك ما زالت الروح الحلوة وطيبة القلب ونقاء الروح لم تتغير، عدنا بها كما كنا في الصغر، وبقلوب المشتاقين لمرحلة الشباب تجمعنا خلال أيام عيد الأضحى، لنستعيد الذكريات الحلوة، ونبعث رسالة لأبنائنا مفادها أن الصداقة الحقيقية وإن طال بها الزمن لا تتغير».
وأضاف السباعي، تلقينا دعوة كريمة من الدكتور علاء منصور، طبيب بشري، للتجمع في أيام عيد الأضحى، ولبى الدعوة الكثير منا وحرصنا على الحضور، وفكرت في عمل تورتة احتفالا بدفعة تخرجنا، وتجمعنا في مكتب صديقنا المهندس محمود العمروسي، وكان خير تجمع ملأه الحب والمودة والذكريات الطيبة».
وتابع: «بين أصدقائنا من غادر مصر منذ سنوات طويلة لظروف عملهم، منهم المهندس عصام السيد الذي غاب عنا 25 عاما للعمل في أمريكا، وما إن عرف بتجمعنا إلا وحرص على الحضور، لمشاركتنا فرحة اللقاء بعد طول غياب، ومهما تحدثت عن التجمع فلا أستطيع وصف الحالة التي كنا عليها، ولكني شعرت أن الأيام توقفت في عام 1980، كأنها لم تمر علينا».