«لقد لمست الكعبة بيدي.. مش مصدق نفسي».. كلمات عبر عنها عددا من الحجاج عن شعورهن، عند وصولهن إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ولمس الكعبة والحجر الأسود، فلم يتمالكون أنفسهم من الفرحة والسعادة التي غمرت قلوبهم بعد أن وضعوا أيديهم على الجدران.
ينسى الحجاج هموم الدنيا أمام الكعبة المشرفة، إذ يعيشوا أجمل لحظات الحياة، بقلوب تملؤها الخشوع والرهبة، وتزداد تشريفًا عند لمس الحجر، الذي يعد أصعب منطقة يمكن الوصول إليها، بسبب تزاحم آلاف الحجاج عليه.
تقول آمال محمد إحدى السيدات التي سبق لها الحج والعمرة، تجربتها وشعورها عن لمس الكعبة المشرفة لأول مرة، إذ كانت تطوف حولها وتضع يديها على الكسوة، لتشعر براحة وطمأنينة ليس لها وصف، قائلة لـ«»: «كنت كل شوية ألمس الكعبة وأدخل تحت القماش، والمكان كان زحمة جدًا، ومش قادرة أوصل للحجر».
أصعب مكان يمكن الوصول إليه
يعد الحجر الأسود أصعب مكان يمكن الوصول إليه، بسبب التفاف عدد كبير جدًا من الحجاج، فالجميع يرغب في لمسه، وتعد هذه المهمة بمثابة أمنية سواء للحجاج أو غير الحجاج، ويسهل الرجال في الوصول إليه عن النساء: «الرجالة بيخلصوا الصلاة ويجروا عليه».
إحساس «آمال» عند لمس الكعبة
لم تتوقع «آمال» أن أمنيتها بلمس الحجر ستتحقق، إذ فوجئت بزوجها يمسك يديها ويجري بها إلى مكان الحجر، واستطاعا الثنائي الوصول إليه، لتضع السيدة رأسها بداخله وتقبله، وظلت لبضعة ثواني تدرك ما حدث، لتسيطر رهبة الشوق على قلبها، وتتحدث إلى قرارة نفسها قائلة: «معقول أنا لمست الحجر، مش مصدقة نفسي».
أمنية «آمال» بعد لمس الحجر
تمنت «آمال» لو أنها ظلت بجانب الحجر، لكنها قررت الابتعاد عنه، حتى تعطي فرصة لآخرين بلمسه، وتتمنى أن تزور الكعبة المشرفة للمرة الرابعة، بعد أن سبق لها الزيارة عمرتين وحجة: «ربنا يوعد الناس كلها لأنها فرحة غير متوقعة، ومبتحسيش بجوع ولا عطش كأنك في ملكوت وعالم تاني، كنت ناسية بيتي وعيالي، مش بفكر غير في اللحظة اللي أنا فيها».
تجربة «سعيد» عند لمس الكعبة
يصف سعيد حسين، أحد الأشخاص الذين سبق لهم الحج، شعوره عند لمس الكعبة والحجر، بـ«حلم العمر» الذي تحقق، فكان يسمع من أصدقائه تجاربهم ويحاول معرفة شعورهم، ولكنه عندما عايش الأمر وجده مختلفًا تمامًا، فالقلب يخشع والصدر يتألم ألمًا شديدًا من شدة الرهبة، ويصبح الشخص في عالم آخر: «مهما قولت مش هعرف أعبر عن إحساسي، بس اللي أقدر أقوله إن كنت حاسس براحة في قلبي لا مثيل لها».