| بعد مسلسل تحت الوصاية.. أحد صيادي عزبة البرج: نواجه المخاطر والمركب بيتنا الثاني

بمجرد أن تستقر السيارة على ساحل البحر في عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط، تخترق النوافذ رائحة البحر وأصوات الصيادين، التي اختلطت بأصوات صافرات السفن والمراكب العائدة إلى الشاطئ، ونقاشات جانبية بين المشترين والبائعين المتراصين أمام حاويات السمك الطازج، الكل مشغول في عمله، يسابقون أشعة الشمس، لكسب قوتهم قبل أن تغرب.

المشهد السابق يصف بإيجاز شكل حياة الصيادين في عزبة البرج، المطلة على مياه نهر النيل والبحر الأبيض المتوسط، تلك المدينة التي يعمل أهلها في الصيد وغزل الشباك، جيل بعد جيل.

ملابس عازلة تحميهم من المياه

حياة كاملة يقضيها الصيادون على متن المركب يصطحبون معهم كل ما يخص تفاصيل يومهم، ملابس الصيد العازلة للماء ليحتموا بها حين يشتد الموج وتزداد وطأة البرودة، براد الشاي والسخان بجوار الأكواب التي تشهد على «جلسة الاصطباحة» و«جلسة العصاري»، يجدون فيها ملاذهم للونس، وكميات من الطعام تكفيهم إلى حين العودة، «بطلع بالمركب الشراعي بتاعي من 6 الصبح لـ6 المغرب ومعايا نفرين يساعدوني، بنقضي يومنا كله على المركب، لازم ناخد القوت اللي يكفينا لحد ما نرجع»، يقول أحمد دياب، أحد كبار الصيادين في عزبة البرج في بداية حديثه لـ«» عن حياة الصياد في عرض البحر.

برز اسم مدينة «عزبة البرج» في أحداث مسلسل «تحت الوصاية» للفناة منى زكي، والذي تدور أحداثه حول سيدة يتوفى زوجها وكان يعمل في مهنة الصيد بمنطقة طابية عرابي في مدينة عزبة البرج، والتي تضم المئات من مراكب الصيد واليخوت التي تُصنع داخل الورش الموجودة بميناء الصيد المعروف هناك، وتتولى هي العمل على المركب من بعده، بعيدًا عن أهل زوجها ومطاردتهم لها، ونجحت منى زكي في تجسيد صعوبة مهنة الصيد خلال الحلقات الأولى من العمل الدرامي.

الصياد البالغ من العمر 65 عاما، امتهن مهنة الصيد منذ خمسين عاما، ورثها عن أجداده وتعلمها منهم، منذ أن كان مراهقا وشاب عليها رغم صعوبتها، وبحسب روايته، يتفاوت الرزق بالنسبة للصياد كل يوم عن الآخر، «مكسبنا كل يوم حسب ما يرزقنا ربنا، أيام بنرجع بالشباك مليانة سمك، وأوقات السمك بيكون قليل»، يقول في وصف حالته هو ومئات الصيادين مثله في المدينة.

مصاعب حياة الصيادين

مصاعب كثيرة يواجهها العاملون في مهنة الصيد، كما ظهر في أحداث مسلسل «تحت الوصاية»، حيث يعيش الصيادون أغلب ساعات يومهم  على المركب وقد تصل الفترة إلى عدة أيام متواصلة، مركبهم هو بيتهم الثاني، يواجهون معا مخاطر الموج، وبحسب رواية أحد كبار الصيادين بعزبة البرج: «أوقات بنقعد 20 يوم متواصلين على المركب لو الرزق قليل ومفيش سمك في البحر بنكمل»، بحسب قوله.

تحتوي المركب على خزانات وقود الماتور، والدفة، وحبال متينة لرفع الشراع، يقتسم الصيادون أوقات الراحة بينهم بالتساوي، وبحسب رواية «دياب»: «أصعب حاجة برد الشتا وسط البحر وقلة النوم بس اتعودنا على التعب».

فصل الصيف الأكثر انتعاشا

يعتبر فصل الصيف، هو الموسم الأكثر انتعاشا للصيادين، حيث تزداد كميات السمك في البحر وتعود المراكب محملة بالسمك مقارنة بفصل الشتاء وباقي الفصول الآخرى، وفسر ذلك الصياد الستيني بأنه تحدث هجرة للأسماك في فصل الصيف فتزداد حركتهم في البحر.

تتمزق شباك الصيد بمرور الوقت، ويرجع ذلك إلى مهاجمة الأسماك الكبيرة لها، أو نتيجة اصطدامها بالصخور، وحسب رواية يقول الصياد «دياب»، «صيانة شباك الصيد وإعادة غزلها من محتاجة صبر ومجهود من الصياد، لكن ضروري نجددها أول بأول، عشان تعرف تصيد السمك»، كمهنة يتعلمها بعض الصيادين إلى جانب مهنة الصيد.