بخطوات بطيئة، يسير جد الطفلة ريم، الشهيرة بـ «روح الروح» بين طرقات شوارع غزة، يجول بنظره يمنيا ويسارا ينظر إلى ركام المنازل المدمرة، نتيجة القصف الإسرائيلي، الذي راح ضحيته آلاف الشهداء، وترتسم على وجهه ابتسامة حزينة عندما يشاهد الأطفال أمامه، متذكرًا أحفاده «طارق وريم» وهما يمرحان حوله وضحكاتهما تملأ البيت سعادة، قبل أن تقتلهما صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
كلمات «نبهان» لمواساة الطفلة الصغيرة
على كرسي متحرك، تجلس طفلة صغيرة، إحدى قدميها مبتورة والأخرى تغطيها الأقمشة البيضاء، وعلى وجهها ترتسم علامات الحزن والألم، حينما شاهدها خالد نبهان، جد الطفلة «روح الروح»، جلس أمامها، وقبل قدمها، وأخذ يداعبها ببعض الكلمات الحانية، «معلش هذي سبقتك على الجنة ويوم القيامة هتجيلك من نور وترجعي كويسة وتشعري بالخير لما تشوفي حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وتشربي شربة ماء من يديه لا تظمأي بعدها ابدًا».
«راح تصيري بخير وتركبي طرف صناعي وتمشي، كل هذا من عند الله.. الله بيعطينا والله بياخد هو مالك كل شيء، لا تخافي من الظلم اللي وقع عليكي الله شاهد وبيشفيكي وتكبري وتصيري بالجامعة».. بهذه النبرة الحانية تحدث «نبهان» إلى الطفلة الصغيرة، محاولًا مواساتها بعد بتر قدمها اليمنى، وهو ما رصده المصور الفلسطيني باسم، عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «انستجرام».
رد الفعل على موقف جد طفلة روح الروح
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع الفيديو التي لا تتجاوز مدته عدة ثوانٍ، تحت عنوان «حنون مع الكل»، وانهالت عليه التعليقات المؤثرة: «من أقوى المواقف أنك تواسي غيرك وأنت في أشد الحوجة إلى المواساة»، وقال آخر: «ربنا يقويك ويصبرك.. كلمات أجمل ما جاءت في الطمأنينة»، وأيضا «الله على الصبر واليقين والإيمان».