في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن وفاة المريض ديفيد بينيت، صاحب أول عملية زراعة قلب خنزير معدل وراثيا في العالم، عن عمر ناهز 57 عاما، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، خرجت العديد من التعليقات بشأن حكم الشرع في الاعتماد على أعضاء الحيوانات بدلا من الإنسان.
الإفتاء توضح حكم الشرع
حول حكم الشرع في الاعتماد على عضو خنزير في عمليات جراحية للبشر، أكد الدكتور خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال مداخلة مع برنامج «اليوم»، المذاع عبر قناة «DMC»، أن الشرع لا يحرمه، وأن الاضطرار لاستخدام جزء من الخنزير للعلاج مباح، طالما أن الأطباء المختصين أكدوا أنه لا يقع ضرر على الإنسان بجانب عدم وجود علاج آخر يساهم في شفاء المريض.
اقرأ أيضا خالد منتصر للشامتين في وفاة أول مريض تجرى له زراعة قلب خنزير: فكر بائس
وسبق وأن علق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، على استخدام مشتقات من الخنزير في التداوي، موضحا أن الأصل في الشرع جواز الانتفاع بكل طاهر غير مضر من الأشياء بالغذاء والدواء، والأصل فيه أيضا حرمة الانتفاع بكل ضار مستقذر شرعا من الأشياء غذاء أو دواء، إلا عند الضرورة أو الحاجة الشديدة، بضوابط مخصوصة.
وذكرت الفتوى الرسمية، أنه من الضرورة الوقاية من الأمراض، فيباح تناول ذلك اللقاح، ولكن بشرط أن يتعين تناوله وسيلة للوقاية من الوباء أو لمكافحته، بألا يتوفر لقاح آخر يكون خاليا من المحظور، وألا يترتب على استخدامه ضرر آخر مساوٍ له، أو أزيد منه.
اقرأ أيضا مبروك عطية عن نجاح زراعة قلب خنزير لإنسان: الضرورات تبيح المحظورات
«فتوى الأزهر» توضح موقفها
من جانبه، قال الدكتور سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، خلال حوار سابق على شاشة «إم بي سي مصر»، حول زراعة قلب خنزير لإنسان، إن نقل الأعضاء للمريض لا بد أن يكون في البداية من إنسان، بشرط ألا تكون بالبيع أو الشراء وإنما يكون على سبيل الهبة، وأن تكون حياة المريض متوقفة على هذا العضو، وألا يؤثر على حياة المنقول منه العضو، وفي حال تعذر الحصول على عضو من إنسان بكل الطرق والسبل، يتم البحث عن حيوان طاهر لنقل العضو منه للمريض.
وأضاف «عامر»، أنه حال تعذر وجود الحيوان الطاهر وحياة الإنسان متوقفة على نقل العضو من حيوان نجس، فيكون الأمر في منزلة الضرورة ويتم علاج الإنسان من الحيوان النجس بمقدار الحاجة، مستشهدا بقول الله تعالى: «حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيْرِ ٱللَّهِ ۖ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍۢ وَلَا عَادٍۢ فَلَآ إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ».