ربما لا يهتم البعض عندما يجدون شخصا ما يشعر بالحزن، إذ يتحول الأمر للاعتقاد بأنه يوم أو يومين ويعود لطبيعته، دون إدراك أن الشخص ربما يصل به الحزن الشديد إلى مفارقة الحياة، على غرار ما حدث مع سيدة تبلغ من العمر 27 عامًا، بقرية الديابية التابعة لمركز الواسطى، شمال محافظة بني سويف، عقب تعرضها لإغماء مفاجئ فور وصول خبر وفاة شقيقها الأكبر الذي يعمل بالمملكة العربية السعودية، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
وبمجرد وصول خبر وفاة أحمد جابر عبد المقصود البحيري لمنزل أسرته، سقطت شقيقته، مغشيًا عليها من صدمة خبر وفاة شقيقها، وسرعان ما تم نقلها للمستشفى ليخبر الأطباء أفراد الأسرة أنها لفظت أنفاسها الأخيرة وفارقت الحياة حزنًا على وفاة شقيقها، وفقا لما رواه أحد أقاربها.
ويعتقد البعض أن الحزن فترة عصيبة ستمر، ويعود الشخص بعدها لطبيعته، لكن الأمر ليس كما يبدو، فالحزن الشديد سواء عند فقدان شيئًا أو شخصًا ما عزيز على الفرد، يؤثر بصورة سلبية على الصحة، وإذا استمرت حالة الحزن ربما تؤدي إلى الوفاة، وهو ما أكده الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي في حديثه لـ«».
هل يمكن أن يتوفى الشخص بسبب الحزن؟
وأوضح «فرويز» أن دور الأسرة مهما للغاية، إذ يجب التعامل مع الشخص الذي دخل في نوبة حزن شديد، نتيجة لبعض الظروف السيئة أو لفقدان عزيزا عليه، فيجب احتوائه وأنه ليس وحيدًا، بل هناك من يحنو عليه، حتى لا يدخل الشخص في حالة نفسية سيئة، مستكملاً حديثه: «تجاهل الشخص الحزين يؤدي إلى تغيرات كيميائية بتحصل في المخ».
وفي حالة تعرض الشخص لحزن شديد نتيجة لفقدان عزيزا عليه، أو مروره بظروف سيئة، تزداد نسب إفراز هرمون النورأدرينالين بالجسد، وهو ما يزيد من انقباض الأوعية الدموية داخل الجسم والمخ والقلب، ليؤدي بذلك إلى الارتفاع الشديد في ضغط الدم الذي ربما يؤدي بدوره إلى الإصابة بجلطات قلبية أو مخية ومن ثم الوفاة.
نصائح لتجنب الإصابة بحالة نفسية سيئة
ويقدم استشاري الطب النفسي بعض النصائح، لتجنب الحزن الشديد، حتى نتجنب المرور بحالة نفسية سيئة، عند فقدان شخصا أو شيئًا ما عزيزا على الفرد:
– تجنب العلاقات السطحية مع العائلة، بل يجب التقرب منهم وجعلهم في مرتبة الأصدقاء، لتقوية العلاقات الاجتماعية في الفترات العصيبة.
– الانخراط في العمل بشكل مستمر.
– الاتجاه لبعض الرياضات التي تعمل على تقليل الضغط النفسي.
– الترفيه عن الذات للتخلص من الكبت النفسي، وذلك بالخروج من المنزل قدر الإمكان، والذهاب للتنزه بأماكن مختلفة.
– التركيز على المواهب المختلفة مثل الرسم.