«اللي تقابله حبه.. واللي متحبوش متكرهوش واللي متنفعهوش متضروش».. كلمات حملها مقطع فيديو لا يتخطى دقيقتين، ظهر خلاله الشيخ علي محمود المنصوراوي، أحد مشايخ الصوفية بأسوان، وهو يخاطب الناس بكلمات عن الحب والتسامح، وانتشر الفيديو خلال الأشهر الماضية بشكل واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
واليوم، توفى الشيخ علي المنصوراوي، عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد إصابته بوعكة صحية مفاجئة، تاركًا سيرة طيبة وسط تلامذته ومحبيه، وأيضًا خطبة وحيدة على منصات التواصل الاجتماعي أثارت إعجاب الجميع، عندما تحدث فيها عن المحبة.
من هو الشيخ علي المنصوراوي؟
وبحسب عبد الرحيم طه، أحد أقاربه، فهو أحد مشايخ الصوفية النقشبندية، وولد بقرية فارس، التابعة لمدينة كوم أمبو، وسط محافظة أسوان، وعاش الرجل فيها حياته زاهدًا في الدنيا، ويكتفي بما يعينه على طاعة الله، وكان أغلب حديثه عن «المحبة» وكان يرفض النميمة بشكل قاطع، ويعتبر الآخرين لهم ظروفهم، وأن لديهم الكثير لنسامحهم عليه، وكانت رسالته في الدنيا هي ترك الرغبة العارمة في الانتقام والكراهية.
اللي قابله حبه.. ما قصة الفيديو المتداول؟
يروي محمد كامل، أحد تلاميذ الشيخ علي المنصوراوي، لـ«» تفاصيل الفيديو الذي ظهر خلاله الشيخ علي، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: «لقد كان شخصا بسيطا يعرف عنه تواضعه وبساطته ويجالس الفقراء لشدة حبه لهم، وكانت ملابسه بسيطة، وفي إحدى جلسات الذكر التي أقيمت في قرية فارس مسقط رأسه لم يجد الناس من يقول خطبة تناسب هذا اليوم، فتعجبوا عندما أمسك بالميكروفون، وخطب فيهم عن الحب وقتها الجميع تفاجأ بأنه يتحدث بهذه الطلاقة واستمعوا له وهم مذهولين بما يقوله».
وافته المنية اليوم إثر وعكة صحية
تلميذ الشيخ كان ينتظره في جلسة جديدة قبل أن يتعرض لوعكة صحية قبل أيام، لكن وفاته المنية ولم يتمكن من لقائه: «كنت أنتظره بعد أيام في جلسة للاحتفال بمولد الشيخ علي إسماعيل بمنطقة نجع هلال بإدفو شمال أسوان، وهو رجل هادئ الطباع ومحب للجميع وأعرف عنه لباقته في الحديث رغم أنني لم أكن أعلم أنه يحمل كل هذا العلم والحب في وقت واحد من شدة بساطته ولين قلبه».
«اللي تقابلهم حبهم»
ويحكي عبد الرحيم، أحد أقاربه، موقفًا للشيخ يقول فيه: «في المرة الأخيرة التي زرته فيها منذ أيام، جاء شخص إليه وكنا جالسين على الأرض وقتها، وقال له: يا شيخ علي بيقولوا الصوفية نصابين، فنظر للرجل ورد قائلًا: دعه يقول.. الله سيسامحه فمن أنا حتى لا أسامح، وهذه طبيعته ورسالته في الحياة التسامح والحب والتماس الأعذار ومن كلماته: سنواجه الشدائد بالحب.. واللي تقابلهم حبهم.. والفرز في طباع الناس أونطة.