| بعد 120 ألف محاولة.. مشروع «الشمس الاصطناعية» الصيني يحرز تقدما جديدا

ما زالت الصين تبهر العالم من وقت لآخر بجرأتها في الصناعة ومشاريعها الصناعية المختلفة، من بينها مشروع «الشمس الاصطناعية» الذي يهدف إلى خلق اندماج نووي مثل الشمس، مستغلًا المواد الوفيرة من البحر لتوفير تيار مستقر من الطاقة النظيفة، والذي أحرز اليوم تقدمًا جديدًا بعد ما يقرب من 120 ألف محاولة.

مشروع «الشمس الاصطناعية»

ووفقًا لِما ورد في وكالة أنباء الصين «شينخوا» أنجز مشروع «الشمس الاصطناعية» أو «التوكاماك التجريبي» في الصين (إيست)، أمس الأربعاء 12 أبريل، عملية بلازما عالية الحبس في حالة مستقرة لـ403 ثوان، ما يعتبر بمثابة خطوة رئيسية نحو تطوير مفاعل الاندماج؛ إذ في عام 2017 سجل مشروع (إيست) 101 ثانية لعملية بلازما الحبس، ما اعتبر رقمًا قياسيًا وقتها.

ويهدف مشروع «إيست» إلى خلق اندماج نووي مثل الشمس، مستغلًا المواد الوفيرة من البحر لتوفير تيار مستقر من الطاقة النظيفة، وهو يقع في مدينة خفي في مقاطعة آنهوي شرقي الصين، وتحديدًا معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم.

وعلَّق سونغ يون تاو، رئيس مشروع «الشمس الاصطناعية» أو «التوكاماك التجريبي» في تصريحات صحفية له على التقدم الجديد الذي أحرزه مشروعهم، موضحًا أن الأهمية العظمى للمشروع تكمن في النمط العالي الحبس، لافتًا إلى أن درجة الحرارة والكثافة للجسيمات ازدادت بشكل كبير بعد عملية البلازما العالية الحبس، وأن ذلك يرسخ أساسًا قويًا لمضاعفة كفاءة توليد الطاقة في محطات الطاقة الاندماجية المستقبلية وخفض التكاليف.

الطاقة المثالية لمستقبل البشرية

ويحتاج مشروع «الشمس الاصطناعية» إلى مواد خام متوفرة دون حدود على الأرض، وذلك على خلاف الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي بما له من إمداد محدود وآثار كبيرة على البيئة، بحسب تعبير رئيس المشروع الذي أضاف أن الطاقة الاندماجية أكثر سلامة وأنظف، لذا اعتبرها «الطاقة النهائية» المثالية لمستقبل البشرية: «منذ أن بدأت الصين في تشغيل المشروع عام 2006 أصبح منصة تجريبية منفتحة لكي يجري عليها علماء صينيون ومن أنحاء العالم تجارب وبحوث متعلقة بالاندماج».

وأشار «سونغ» إلى أن التصميم الهندسي للمفاعل التجريبي الصيني المستقبلي لهندسة الاندماج يعتبر اكتمل حاليًا، وهو الجيل المقبل من «الشمس الاصطناعية» وغرضه بناء أول مفاعل اندماج نموذجي في العالم.