| بعد 16 سنة تعليم.. «أحمد» بائع في سوبر ماركت بدرجة بكالوريوس: الشغل عايز خبرة

وسط منتجات البقالة وأكياس شرائح البطاطس المقرمشة وزجاجات المياه الغازية، ستجد الشاب «أحمد» مبتسما يواصل عمله بكل اجتهاد وصبر، فيبيع لهذا ويرد على آخر، على أمل أن يساعده هذا العمل البسيط الذي لا يحتاج إلى القدرات والمهارات والمادة العلمية التي اكتسبها بعد 16 عاما قضاها في حياته بالتعليم، الذي أنهاه هذا العام حاملا لشهادة بكالوريوس كلية التجارة – قسم المحاسبة.

أحمد مصباح عبدالعال، شاب يعيش بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، وتخرج هذا العام من كلية التجارة بتقدير جيد، وخلال مشواره التعليمي الذي استمر لحوالي 16 عاما، عمل إلى جانب دراسته في الكثير من الأعمال البسيطة: «بشتغل من سن 10 سنين، بدأت بدوكو سيارات وبعد كدا في الإعدادي اشتغلت في دهان الشقق».

الثانوية العامة

وظل «أحمد» حينها على هذا المنوال، حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، والتي أجبرته والدتها المسؤولة الأولى والأخيرة عنه بعد انفصالها عن والداها، خلالها على ترك أي عمل، وأن يصب تركيزه فقط على دراسته بتلك المرحلة، حتى يلتحق بالكلية التي يريدها؛ إذ يقول: «أول ما دخلت ثانوي، أمي هي اللي كانت واقفة معايا وبتساعدني، وأول ما خلصت ثانوي ودخلت كلية تجارة، رجعت أشتغل أي حاجة تاني تساعدني أوفر مصاريف تعليمي».

ويضيف «أحمد»: «من سنة أولى في الكلية وأنا بشتغل أي شغلانة تقابلني، مبقوليشي لاء للشغل، ويتر في قاعات أفراح بنضف وبمسح مش مشكلة عندي اشتغل، في المحارة برضه معنديش مشكلة، المهم أعرف أوفر مصاريفي ومصاريف دراستي».

12 ساعة شغل

يعمل خريج كلية التجارة عمله كبائع بالسوبر ماركت يوميا لأكثر من 12 ساعة؛ إذ يتسلمه مع أذان الفجر، ويستمر حتى أذان العصر، وبعد أن ينهي هذا اليوم الشاق من العمل الذي يقضيه واقفا على قدميه يعود إلى بيته ليرتاح بعض الشيء، ثم يبدأ في البحث على مواقع وصفحات الإنترنت المختلفة عن فرصة عمل جيدة بمجال دراسته، إلى جانب كورسات وورش تمكنه من زيادة خبراته في مجال دراسته، حتى يستطيع إقناع الشركات بالفوز بخدماته كأحد موظفيها، حسبما يحكي «أحمد»: «بس لسه مش عارف اشتغل في أي شركة، على الرغم إن كل الشركات عايزه شغل».

ويحلم خريج كلية التجارة، ألا يتواجد في هذا العالم أي فقير أو محتاج أو أن يصبح كل الناس سواسية ومتكافئين في كل شيء على المستوى المادي والمعنوي.