استخدام المخلفات والأشياء المستعملة والعمل على الاستفادة منها بإعادة تدويرها، يعتبر فنًا مبتكرًا يحتاج إلى مهارة عالية، لذا دفعت الخردة المنتشرة في طرقات وشوارع مصر مجموعة من الطلاب إلى فكرة إبداعية مستغلين المخلفات في صناعة تماثيل ومجسمات عملاقة.
تحويل الخردة إلى تماثيل
خمسة طلاب في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، هم أبطال فكرة المشروع، من بينهم «محمد خالد»، أحد القائمين على المشروع البالغ من العمر20 عاما، والذي يروي لـ«» تفاصيله، وأن الهدف الأول منه هو المساعدة على إيجاد حلول بديلة: «فكرة المشروع في الأول كانت عن المحاربين الصليبيين بسبب جمال أزيائهم»، إلا أنهم قرروا التفكير «بره الصندوق» وتصميم التمثال بمخلفات من إعادة التدوير.
خطوات بسيطة اتخذها شباب العشرين لصنع التماثيل من المخلفات، ففي البداية تم تقسيم المهام بينهم وفي الخطوة التالية تم الاتفاق على فكرة التصميم وشكل الملابس والتفاصيل الخاصة من خلال برامج الخاصة بالتصميم الإلكتروني، ليأتي بعد ذلك دور التنفيذ.
مشاريع صديقة للبيئة
بخامات فنية متنوعة «قطع غيار مستعملة، كنزات المياه الغازية، شاكوش» أدوات استخدمها الطلاب في صناعة التماثيل ليستغرقوا عامًا كاملًا من الدراسة، أكثر من 20 تمثالًا شارك به الطلاب تحت إشراف الدكتور إيهاب الطوخي المشرف عن مشاريع مشروع إعادة التدوير 2022 لقسم النحت، كان من بينها مشروع «آخر نفس» الذي يجسد دور الجنرال في الحروب وعبرت وقفته أنه يدافع عن بلاده لآخر وقت قبل أن يستشهد.
صعوبات عديدة واجهت طلاب كلية الفنون الجميلة، تتمثل في صعوبة التصنيع اليدوي خاصة اللحام ولزق المواد ببعضها: «اضطرينا نلحم أكتر من مرة، علشان نلزق القاعدة الأساسية المبني عليها المجسم كله»، بجانب ضيق الوقت مع دراستهم والامتحانات.
أحلام عديدة تتداعب عقل الشباب، في مقدمتها أن يتمكنوا من اكتمال مشاريعهم ومشاركتها في مهرجانات عالمية، كم يأملوا أن تتبنى الجامعات فكرة إعادة التدوير في مشاريع الطلاب الفترة المقبلة، خصوصًا مع مشاركة مصر في مؤتمر المناخ الدولي.