| بقايا جمجمة وعظم حوضي تقلب موازين تطور البشرية.. ينتمي بعضها لطفل رضيع

بقايا عظام تعود إلى أنواع بشرية مبكرة غير معروفة، اكتشفها العلماء للمرة الثانية خلال أسبوع، إذ توصّل علماء الأنثروبولوجيا في فرنسا إلى عظم حوضي عمره نحو 45 ألف عام يعود أصله إلى طفل رضيع، وهو لا يتطابق مع إنسان نياندرتال (أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى).

الجمجمة لا تشبه أي جمجمة بشرية تم اكتشافها

دراسة حديثة نُشرت في دورية «ناتشير»، كتب خلالها الفريق: «نقترح أنّ هذا العظم ينتمي إلى سلالة بشرية حديثة مبكرة تختلف مورفولوجيا اختلافا طفيفا عن البشر في الوقت الحاضر»، فيما كشفت دراسة أخرى نُشرت أيضًا في هذا الأسبوع عن جمجمة جرى اكتشافها عام 2019 بمنطقة شرق الصين، وأثارت حيرة العلماء الذين أكدوا أنّها لا تشبه في شكلها أي جمجمة بشرية تم اكتشافها على الإطلاق ويمكن أن تعيد كتابة قصة تطورنا.

وبحسب ما يُرجح العلماء، يمكن أن يُضاف فرع آخر للفروع التي انحدر منها الإنسان البدائي في حال ثبتت صحة الدراسات التي تُجرى على العظام المكتشفة، وهو الأمر الذي يستوجب المزيد من البحث في شجرة الحياة البشرية.

ما هي مميزات الجمجمة؟

وبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية «ناتشير» تتمثل مميزات الجمجمة في الآتي:

– الجمجمة التي يعود عمرها إلى 300 ألف عام، وهي تعود لطفل يبلع من العمر 12 أو 13 عامًا.

بنية الجمجمة تقترب في ميزاتها من بنية دينيسوفا، وهو نوع من الأنواع المنقرضة من البشر من جنس الهومو، ويشترك مع البشر البدائيين بأصل واحد وهاجر من سيبيريا إلى جنوب شرق آسيا.

– يرجح العلماء أنّ الشكل الغريب للجمجمة لم يتم تسجيله قط في مجموعات أحافير أشباه البشر في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط في شرق آسيا.

البقايا البشرية تهز المسار التطوري للعلماء

وهذه الجمجمة ليست الاكتشاف الأول للمسار التطوري بالنسبة للعلماء، ففي عام 2017 تم العثور على بقايا في المغرب تشبه في ميزاتها الإنسان العاقل، وتشير إلى أنّ البشر ربما ثد ظهروا في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقًا.

البقايا البشرية القديمة التي جرى اكتشافها في فلسطين واليونان ويعود تاريخها إلى حوالي 200 ألف، أشارت نتائجها أيضًا إلى أنّه ربما يكون أسلاف الإنسان قد تركوا أفريقيا في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقًا.

كما أشارت بعض أدلة الحفريات والجينات إلى أنّ البشر القدامى قد تزاوجوا مع إنسان نياندرتال ودينيسوفا، وأبناء عمومتهم، وهو الأمر الذي زاد من تعقيد سلالات الدم.