قصة حب كبيرة نشأت بين الشاب الإيطالي أنجيلو فارينا وصديقته ميريام فيسينتين، كللاها بالزواج في حوالي عام 1989، مقررين داخلهما استكمال فصولها في عش الزوجية، ومرت الأيام والشهور عليهما خفيفة وجميلة يُغرق كلٌ منهما الآخر بحبه، إلا أن القدر أراد قلب مجرى أحداث القصة تمامًا وتسطير فصول أخرى حوت بين سطورها الألم والعذاب، وانتهت بالموت والفراق؛ إذ بعد عام ونصف العام من الزفاف، تعرضت الزوجة لحادث سير أثناء قيادة السيارة دخلت على إثرها في غيبوبة حتى وفاتها الأيام الماضية، ليقضي الزوج كل هذه السنوات إلى جوارها ضاربًا مثالًا لا يُوصف في الحب والوفاء.
بداية المأساة في حياة الزوجين
بدأت فصول القصة الحزينة في عشية عيد الميلاد عام 1991، عندما تعرضت الزوجة ميريام فيسينتين لحادث سير مروع واصطدمت بسيارتها في عمود ببلدة Casoni di Mussolente، بالقرب من البندقية في شمال إيطاليا، سببت لها إصابة دماغية خطيرة لا يمكن علاجها، مما تطلب نقلها إلى منزل «لا مادونينا» السكني المخصص لرعاية من يحتاجون إلى علاج يحافظ على حياتهم، ثم تم نقلها إلى دار رعاية آخر يحمل اسم «كازا ستورم» بسبب دخولها في غيبوبة، وفقًا لموقع «LAD BIBlE».
أكثر من 31 عامًا، قضاها الزوج الإيطالي الشاب أنجيلو فارينا، وهو يخرج من منزله يوميًا متجهًا إلى أحد منازل الرعاية؛ حيث توجد زوجته على سرير بالداخل تغط في نوم عميق، يجلس بجانبها في هدوء وصمت، يمسك يدها يقبلها قبل أن ينظر إلى عينيها منتظرًا الوقت الذي تنفتحا فيه ويرى نفسه داخلهما، وظل مداومًا على هذا الحال يفعل التصرفات ذاتها كل يوم متمسكًا بأمنية قلبه، إلى أن قرر القدر أيضًا إنهاء هذا الحلم الورد تمامًا؛ إذ ساءت الحالة الصحية للزوجة وتم نقلها قبل شهرين إلى مستشفى سان باسيانو في إيطاليا حتى فارقت الحياة الأسبوع الماضي.
مشاعر متناقضة داخل قلب الزوج
على الرغم من الحالة الحزينة التي تملكت الزوج أنجيلو فارينا، إلا أن جزءًا داخل قلبه شعر بسعادة نتيجة ارتياح زوجته الحبيبة من آلامها، وهو ما أوضحه في تصريحات صحفية له، جاء فيها: «أنا سعيد من أجلها، لقد وصلت أخيرًا إلى هناك بسلام وفي الجنة.. كنا قد تزوجنا لمدة عام ونصف فقط عندما وقعت المأساة، وكنا صغارًا ولدينا العديد من المشاريع، كانت مغرمة جدًا بالأطفال، إلا أن القدر كان قاسيا عليها، قاسيًا جدًا، لم تكن تستحق كل هذا».
وذاع صيت هذه القصة الحزينة في جميع أرجاء مدينة كاسولا، وقدم ألدا ماروسو، رئيس بلدية كاسولا العزاء للزوج، وحرص في تصريحاته للصحافة على الإشادة بهذه القصة وما تضمنته من حب كبير ووفاء شديد من الزوج، قائلًا: «ما أدهشني كثيرًا هو التقارب من زوجها الذي استمر في إيماءات الحب اليومية لفترة طويلة.. وبعد هذه القصة وفي عالم شديد التركيز على الذات، يعطي هذا المثال سببًا للاعتقاد بأن البشرية والإنسانية لا تزال موجودة».