تشتهر قرية «ديتلينج» الصغيرة التي تقع بالقرب من بلدة «ميدستون»، إعلاميا بلقب غريب، وهو «القرية التي نسيها الموت»، بسبب ارتفاع متوسط أعمار سكانها، إذ يبلغ متوسط أعمار سكانها 95 عامًا، وهو أعلى متوسط عمر متوقع في إنجلترا.
قرية «ديتلينج» يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، ومن بين هؤلاء السكان الـ800، يوجد بعض من كبار السن، منهم إيرين نوبس التي أتمت 102 عام في أبريل، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتقول «إيرين»، وهي مصففة شعر متقاعدة، لصحيفة «التايمز» إن الحياة الطيبة والمليئة بالمشاغل سر طول عمرها، بالإضافة إلى «كأس من النبيذ كل ليلة قبل النوم».
ما أسباب في ارتفاع متوسط أعمار أهل «ديتلينج»؟
توجد العديد من النظريات التي تدور حول سبب ارتفاع متوسط العمر المتوقع في «ديتلينج»، من جودة المياه إلى التضاريس الجبلية، إذ تعتقد مارجريت كوك، 89 عامًا، إحدى سكان القرية، أن خزان المياه المغطى بالقرب من القرية يمكن أن يكون عاملا مساهما أيضا، وذكرت أنه على بعد بضع مئات من الأمتار من القرية وصافي تماما.
ليست فقط مياه «ديتلينج» العذبة السبب المتوقع، وإنما أيضا يوجد في المستشفى العام المحلي 8 أطباء، أي طبيب واحد لكل 100 مقيم، وهي نسبة جيدة، فدائما الصحة في طليعة اهتمامات أهل القرية.
مثلا، التدخين في الأماكن المغلقة، سواء الحانات أو أماكن العمل، محظور في «ديتلنج» قبل 5 سنوات من فرضه على مستوى بريطانيا بالكامل.
قلة الحرمان هي السر في أعمار أهل «ديتلينج» الطويلة
وفقًا لفينا رالي، التي تعمل في مركز أبحاث King’s Fund البريطاني للرعاية الصحية، فإن «ديتلنج» على الرغم من أنها ليست بلدة غنية بشكل خاص، لديها مستويات منخفضة من الحرمان من معظم الأشياء، أساسية أو ترفيهية.
وأشارت إلى أنه «في كثير من الأحيان يكون لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق محرومة مجموعة من عوامل الخطر التي تؤثر على صحتهم، مثل السمنة والتدخين والفقر».
ومع ذلك، فإن الحل لا يكمن في حزم الحقائب والانتقال إلى «ديتلنج» بحثًا عن عمر أطول، إذ تقول رالي: «الأمر ليس بهذه البساطة، إذ يتعلق الأمر بالأشخاص أنفسهم وتاريخهم وعاداتهم».
تتمتع «ديتلينج» بروح مجتمعية قوية للغاية ظهرت بالفعل خلال جائحة كورونا، ونظم المجلس المحلي زيارات للسكان الذين يعانون من أزمات عقلية، واستمتع الجيران بإجراء منافسات في التمارين اليومية الروتينية.