برع المصريون القدماء في العلوم والفلك والفن والعمارة وغيرها من الأشياء التي ميزوهم عن سائر الحضارات، واتخذت البشرية من رموز الحضارة المصرية شعار لبعض المجالات من بينها شعار الصيدلة أو عين حورس.
قصة عين حورس وعلاقتها بروشتة الأطباء
قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن عين أوشات كانت من رموز الحماية عند المصريين القدماء، وترمز لعين حورس التي اقتلعت أثناء الصراع على عرش مصر بين حورس وست، والمعبود رع خلال مروره بمركبه شاهد حورس يجلس في منطقة الواحات أسفل الشجرة، باكيا لأن ست أقلع عينه، فقرر إنزال «جحوتي»، وهو رب الحكمة والعلم والثقافة والطب والقمر، وذلك ليعالج عين حورس، وبالفعل جمعها على هيئة أجزاء وكل جزء أصبح له نسبة رقمية وترمز للاكتمال والشفاء والبعث والإحياء.
وأضاف «بدران»، خلال لقاء ببرنامج «8 الصبح»، المذاع على شاشة قناة «DMC»، وتقدمه الإعلامية هبة ماهر، اليوم السبت، أنه يحيط بعين حورس المعبودتين الشهيرتين «نخبت» و«واجت»، وهما رمز الجنوب والشمال، وكان دورهما الحماية باعتبارهما من الأرباب الكبرى عند المصري القديم.
ولفت أن عين حورس يستخدمها الأطباء عند كتابة الأدوية في الروشتة، لأنها ترمز للشفاء والعلاج، كما أن رمز الصيدليات القنينة والثعبان مأخوذة من المصريين القدماء.
خطوات التحنيط أصبحت معروفة
وأوضح أن التحنيط يعتمد على فكرة تجفيف كل الأشياء الرخوة أو المحتفظة بالرطوبة وتسمح بجو لنمو الجراثيم والميكروبات بيتم انتزاعها تماما، لافتا أن مراحل التحنيط تتضمن غسل الجثمان ثم استخراج الأجزاء الداخلية، ثم وضع ملح النطرون لمدة تتراوح ما بين 40 لـ 70 يوما ثم يدفن.
وأكد «بدران» أن كل خطوات التحنيط وكل الأدوات والمواد المستخدمة في ذلك أصبحت معروفة، إذ أن المواد المستخدمة محلية ومنتجة من الأرض المصرية أو بعض الزيوت التي كان يتم استيرادها من منطقة «جبيل» من لبنان وجزيرة كريت.
ولفت أنه جرى العثور على ورشة للتحنيط في جنوب هرم الملك ونيس بها أواني تحتوي على بقايا مواد التحنيط، فجرى تحليلها في المركز القومي للبحوث وتم التعرف على مواد التحنيط واسماءها.