داخل غرفته الواسعة، يمكث «فارس» على المكتب، وأمامه فرشته وه، تجاوره عدة كتب لفنون الرسم، يمسك قلمه ولوحته ويصنع الكثير من الخطوط بدقة شديدة لرسم أشهر الشخصيات العامة وحتى زبائنه ليخرج فنًا مبهرًا.
«خيار، أوراق الشجر، وتراب»، أدوات يستخدمها الشاب فارس زكريا، في تنفيذ لوحات «بورتريه» لشخصيات مختلفة تنوعت بين مشاهير أو شخصيات كرتونية أو أُناس عاديين، ليخرج فنا بطريقة مبتكرة، على عكس الطرق التقليدية المتعارف عليها المستخدمة في الرسم، كالرصاص والفحم.
موهبة الرسم بطرق مختلفة
فكرة الرسم بالخيار راودت الشاب العشريني مؤخرا عندما قرر دخول مجال الرسم بشكل جديد وغير تقليدي، «حبيت إني أعمل حاجة مختلفة وجديدة»، حسبما روى «فارس»، لـ«»: «بعد مرض الشيف التركي بوراك حبيت أهديه اللوحة دي من حاجات بيستخدمها»، لينفرد بفن لا يعرفه الكثيرون الذين اعتادوا على الرسم بالطرق المُعتادة.
صعوبة الرسم بالخيار
لم يكن الرسم بالمياه الغازية في بداية الأمر سهلاً على «فارس» صاحب الـ 22 عاماً، من محافظة بني سويف، «كان تحدي صعب جدًا لأن لو حاجة باظت بضطر أعيد من الأول فمحتاجة تركيز ودقة كبيرة»، ليستغرق في الرسمة أكثر من 6 ساعات متواصلة حتى يتمكن من رسم ملامح الشخصية.
موهبة الرسم بدأت معه وهو في المرحلة الإعدادية، «كنت بشخبط على الحيطان والأبواب»، ليكتشف أهله موهبته ويساعدوه في تنميتها بشراء أدوات الرسم كالفحم والزيت العادي، إلا أنه مؤخرا فضل استخدام خامات غير تقليدية بالتراب والشاي بالإضافة إلى الخيار.
رسومات «فارس» تتنوع بين المشاهير في مختلف المجالات، حيث رسم نجم ليفربول محمد صلاح، والطباخ التركي بوراك والفنان كريم عبد العزيز، ليتميز في رسم البورتريهات، خاصة أن تنفيذ اللوحة يشمل دائما اختيار التصميم المُراد تنفيذه ثم رسمه ووضع التصميم على ورق مقوى، وبعدها يأتي دور تحديد ملامح التصميم بالخيار.
ويأمل الشاب العشريني في ترك أثر طيب مع كل رسمة يشاهدها الناس، طامحاً أن يكون سببا في إلهام الشباب ودفعهم للبحث عن أحلامهم باستمرار.