| بوفيه مجاني لأفراح الأيتام وغير المقتدرين من «سعيد» وأصحابه: بنفرحهم

فرحة مضاعفة بعد العناء، المتعة ليست في اجتياز الرحلة الصعبة فحسب، ولكن في الوصول إليها إذا سبقها معاناة عاشها عروسان أعينهما لا تزوغ عن بعضهما، وكأنما خلا المكان من حولهما إلا منهما، حملا معا هم التفكير في الأمور المادية، يدخران «الجنيه على الجنيه» لتأسيس شقة الزوجية حتى فرغت جيوبهما من المال ولم يعد في استطاعة أي منهما تحمل نفقات ليلة العمر، حتى أحدث الله أمرا، وبدل العسر يسرا، وسخر لهما من يتطوع لإسعادهما دون مقابل.

الفكرة بدأت منذ 8 سنوات بعد ليلة فرحه

قبل ثمان سنوات، وحين انبهر الشيف سعيد المناخلي الكبابجي الشهير بـ«سعيد كفتة» بموقف أصدقائه معه في ليلة العمر بالوقوف معه وتجهيز أشهى الأصناف للبوفيه رغبة منهم في إسعاده، انطلقت فكرة عابرة إلى ذهنه، «منظرهم باليونيفورم وهما واقفين يعملوا الأكل عشان يقفوا جنبي رغم إني من عيلة كلها كبابجية ولينا اسمنا بس الموضوع فرحني وعلم معايا»، فقرر تكرار ذلك المشهد في أفراح الأيتام حبا في مساندتهم ودعمهم، بحسب قوله في بداية حديثه لـ«».

بوفيه أكل مجانا في أفراح الأيتام وغير المقتدرين

بين أفراح أبناء مركز زفتى بمحافظة الغربية، يصطف الشيف سعيد وأصدقاؤه حول مائدة كبيرة يطهون أصنافا شهية مختلفة من المشويات والطعام لتقديمها إلى المدعوين من أقارب العروسين دون أي مقابل مادي، «بنروح نحضر بوفيه الأكل لأي حد يتيم أو ظروفه صعبة عشان نفرحه ونكون إحنا اخواته وأصحابه، وبنتحاسب على الأكل مع بعض»، حتى انتشر صدى الفكرة بين أبناء المركز ووصل إلى المحافظات الآخرى، «الموضوع اتنشر من قرية لقرية وفيه بيكلموني من محافظات مصر كلها وبروح ليهم حسب ظروفي ووقتي»، بحسب تعبيره.

فرحة واسعة تتضح جليا على ملامح العروسين في أي فرح، بعد موقف سعيد وأصدقائه، يصفها ابن محافظة الغربية بقوله «العريس بيقدمنا قدام أهل عروسته ويقول أصحابي جايين يفرحوني»، لم يجدوا في ذلك عائقا إلا أزمة التنقلات والمواصلات للوصول إلى المحافظات البعيدة، «هنقسم نفسنا فرق على المحافظات عشان منزعلش حد».