في صباح يوم الخميس اصطحب الطفل عادل «لعبته» الصغيرة قاصدا مياه النيل بمحافظة سوهاج، كان الجو هادئا وملائما تماما للمشي على شاطئ النيل، ذهب الطفل الصغير يبحث عن والده هناك على الشاطئ، ولكن الطفل الصغير لم يكن يعلم أن ذهابه هناك سيكتب له نهاية مأساوية، وبدلا من أن يعود الطفل البريء مع والده إلى أسرته، لم يعد «عادل» بعد أن سحبته رمال البر إلى المياه وسقط في بها ولقي مصرعه.
كانت هذه المأساة بمثابة حلقة جديدة في مسلسل الغرق المتكرر في الآونة الأخيرة، على الرغم من إغلاق بعض الشواطئ والمسطحات المائية، نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، حيث اختفى الطفل، عقب سقوطه في المياه في دار السلام قرية مزاتة شرق، وظلت جثته مختفية على مدار 17 يوما، على الرغم من جهود الغواصين وفريق الإنقاذ النهري، ولكنها إلى الآن مختفية تحت المياه.
قائد فريق الإنقاذ: الجثمان تحت المياه منذ 17 يوما والعمل على انتشاله مستمر
وتحدث الغواص إيهاب المالحي، قائد فريق غواصي الخير المتطوعين، وأحد المشاركين في محاولات إنقاذ غرقى الشواطئ طوال الفترة السابقة، عن الحادث، قائلًا إن الطفل الغريق، بقرية مزاتة شرق في محافظة سوهاج، يدعى عادل عباي محمدين، وعمره 8 سنوات.
وأضاف «المالحي» لـ«»، أن حالة الغرق تم إبلاغه بأنها وقعت يوم الخميس الموافق 3 من يوليو الحالي، أي منذ 17 يوما، وللأسف لم ينجح الإنقاذ النهري وفريق «غواصين الخير» في انتشال الجثمان، وسط حزن كبير يخيم على أهل الشاب الغريق، ودعوات بالرحمة تحفه من المعارف والأصدقاء.
عم الغريق: عادل كان حافظ القرآن.. وغرق علشان بيدور على أبوه
من جانبه، قال شريف عبدالناصر، عم الطفل الغريق، إن حالة الغرق وقعت في الساعة ظهر يوم الخميس، حينما ذهب الطفل ليبحث عن والده، بالقرب من مياه النيل، والتي لا يوجد بينها وبين السائر سوى فرق بسيط، ولك يكن يدري أن والده نائم بالمنزل، وفي غفلة فقد توازنه وهو يحاول أن يصعد ويصرخ، ليجد نفسه ساقطا في المياه.
وأوضح أن أسرة الطفل في انهيار بسبب ما حدث، ويمنون النفس بانتشال جثمانه من المياة، «أمه وأبوه هيتجننوا، بيروحوا المياه كل يوم، ومش عارفين يعملوا إيه، والإنقاذ النهري وغواصين الخير شغالين، لكن لحد دلوقتي مفيش حاجة ظهرت».
وتابع عم الغريق: «الولد كان شاطر ومحبوب وحافظ القرآن كله، ومتفوق دراسيًا، البلد كلها بتدعيله بالرحمة والصبر لأهله».