على يديه وقدميه يسير في الشوارع بحثًا عن لقمة العيش، رابطا على ركبتيه قطع من القماش؛ حتى لا تجرحهما حدة «الأسفلت»، يخرج كل يوم يحاول كسب قوت يومه ليشتري به الطعام لطفليه، تلك الحياة التي يعيشها فرج صلاح إبراهيم، 45 عاما، المصاب بشلل في قدمه يمنعه من الوقوف عليها.
ولد «فرج» بشلل في قدمه يمنعه من الحركة أو الوقوف، وظل طوال عمره معتمدا على والده الذي كان بمثابة عكازه في الحياة، بحسب حديثه مع «»؛ إذ كان يعيش معه في مدينة الزقازيق بالشرقية، وبعد تقدمه في العمر قرر أن يزوج نجله المصاب، وبالفعل عاش مع زوجته التي أنجب منها طفلين تحت مظلة الأب المتكفل بمصاريفهم.
معاناة «فرج» بعد وفاة والده
وفاة والد «فرج» المفاجأة منذ 4 سنوات كانت صدمة كبيرة بالنسبة له؛ إذ كان هو مصدر الدخل الوحيد للعائلة كونه موظفا، ليجد الشاب نفسه بلا سند في الحياة: «بقيت لوحدي»، ويقرر بعد ذلك التوجه للعيش في إحدى قرى مركز أبو صوير بالإسماعيلية مع أهل زوجته؛ نظرا لظروفه.
يعيش «فرج» مع زوجته وطفليه في سكن صغير بالإيجار، وتساعده أسرة الزوجة في الإنفاق ودفع المصاريف؛ إذ أن معاش والده يذهب لأمه المريضة، وبالكاد يكفي تكاليف علاجها، الأمر الذي جعل صاحب الـ45 عاما يفكر في التوجه للسؤال عن معاشات الحالات الممثالة، وبعد عدة أشهر من الترحال على المكاتب تلقى معاش 350 جنيها في الشهر.
«فرج» تلقى معاشا شهر واحد ثم انقطع
على الرغم من قلة المبلغ إلا أنه كان متنفس لأسرة «فرج»، لكن الصدمة أنه انقطع بعد أول شهر، ولم يتلقاه مرة أخرى، ليبدأ في التساؤلات حول سبب انقطاعه: «لفيت كتير على المكاتب الشؤون كله قالي ملكش معاش»، وبعدها توجه إلى الفرع الرئيسي بالقاهرة، والذي علم فيه أن امتلاكه لسيارة سبب ذلك.
الأب: «عليا كهربا بـ6 آلاف جنيه وهعيش في الضلمة مع عيالي»
«عربية إيه هو أنا لاقي آكل»، بهذه الكلمات عبر «فرج» عن حاله مستنكرًا سبب انقطاع المعاش، إلا أنه تذكر سبب ذلك: «كان في واحد اشترى عربية معاقين باسمي ودفعلي 5 آلاف جنيه عملت بيهم الحمام وخلصوا»، مشيرا إلى أنه مدان بما يقرب من 6 آلاف جنيه كهرباء لمسكنه: «بيجيلي كل شهر 500 جنيه تقريبا وأنا معنديش غير 4 لنض موفرة».
ويأمل الأب أن يجد من يعينه على تدبير قوت يومه وأسرته، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها: «هنقعد أنا وعيالي في الضلمة»، متمنيا إيجاد مصدر للرزق ينفق منه على طفليه الصغيرين.